التاريخ الذي يحدد لنا ماهية بدايات السنة الأمازيغية، ماهي مرجعياته الفكرية والتاريخية؟ ماهو منطلقه في التاريخ إلى حقبة من أهم الفترات مرت عليها شعوب عمّرت شمال إفريقيا، ماهي ألقاب الأمازيغ الأوائل التي حملها أبناءهم وأحفادهم وأنسابهم؟ أي المراجع التي نملكها لنحدد تاريخ أسلافنا وأجدادنا؟
أسئلة كثيرة تطرح حول الهوية والانتماء واللغة، نجهل مصادرها الأولى، بحكم المراجع التي أرادها الأعداء أن تكون المنطلق الأساسي والمرجعي لكل تحريفاتهم المزروعة وسط التراكمات الحضارية وأنا أستمع إلى الأستاذ والباحث الانتربولوجي خريج الجامعات الغربية، عيسى بلمكي وريث الكاهنة، وهو يفكك المكون ويفتت الجزيئية إلى نواة تمتد جذورها إلى قرون خلت.
يأتي يناير هذه السنة في حلة جديدة، تطبعها الأحداث والتطورات التي تشهدها الجزائر من خلال دسترة الأمازيغية كلغة رسمية وإنشاء أكاديمية مشكلة من مجموعة من الخبراء والأساتذة، ربما هي الفرصة المؤهلة للبحث جيدا في المراجع والمصادر التي اعتمدت في التأريخ لماضينا الإنساني والحضاري.
بعيدا عن الخرافات والخزعبلات التي تشكك فينا وفي انتمائنا، حيث يحاول الغرب تشويه الصورة التاريخية وتشتيت الهوية.
الموضوع يجب أن يطرح بكلمة مخلصة لا أن تكون مشحونة بالعواطف وأن يعتمد على المرجعية العلمية حتى لا نفقد معياره الحقيقي الانتربولوجي.
المفروض أن تكون الترسانة القانونية منتوج المنظومة الاجتماعية في أي بلد، لا أن يكون العكس، بعيدا عن النمطية فالأطر القانونية المتوفرة كلها مستوردة من الغرب وليست منطلقة من البيئة التي ينتمي إليها.
يجب وضع توقيت زمني لتحديد بداية الحضارة الأمازيغية من نقطة الصفر، حتى نصل إلى ما نريده، وهي مهمة سوف تمكننا من تحديد أهم المعالم الحقيقية لمفهوم هويتنا.
بعيدا عن الاحتفالات التي تمجد المناسبة، يجب أيضا نفض الغبار عن الحقيقة المغيبة في هذا اليوم وجعلها في السياق الذي جاءت من أجله .
ليس كل ما يأتي من الغرب بالضرورة إضافة إلى موروثنا، بل يتوجب إعادة النظر والتمحيص فيه ثم معالجته وفق ما تقتضيه المادة التاريخية، وقراءة الأحداث بعيدا عن الشوائب والخزعبلات والشبهات، فإذا كان يناير هو قاسمنا المشترك، لماذا ارتبط اسمه بهويتنا وأصوله إغريقية، لا هي من الشرق ولا هي من الشمال؟
