ما قام به الإعلامي يوغرطة ابن الفقيد الداء الحسين إزاء زعيم آلماك فرحات مهني ومنعه من أخذ الكلمة، في التأبينية التي أقامتها العائلة للفقيد، بمركز «مون توا بلوزان «، إنما هو تعبير بعدم السماح لشخص قد يأول كلامه بشكل غير سليم، يسيء للعائلة وإلى روح الفقيد آيت أحمد، سلوك أراد به يوغرطة أن يعرف العالم بأن هذا الشخص غير مرغوب فيه، ولا يمكن له التحدث ببنت شفة في غياب الزعيم ، فكيف له التحدث في موته وما يدعيه في كل مرة تبرأت منه الأحزاب ، كانت أو جمعيات المجتمع المدني ، وحتى الزوايا .
بالتالي لا يحق له أن يتحدث في مناسبة كهذه عن خصال أبيه ، كي لا تنجر عن كلامه أشياء قد تبدو لأهل الميت حسنة وهي تسيء لهم.
صفعة أخرى يتلقاها صاحب فكرة الانفصال بعد تلك الصفعات التي عصفت بأفكاره وبهرجته السياسية العقيمة وفشله في الترويج لها ، وهاهي حرقتها لم تهدأ بعد، وكأنه كتب عليه الصفع بكرة وعشيا .
إن الشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وهي شجرة الصالحين والمرابطين والزوايا ، التربة التي أنجبت الدا حسين ، وهي المضغة التي فطر أبناءه عليها غير مبدلين ولا مغيرين، وهي قاعدة لا يمكن الخروج عليها، وسوف يكون التصدي لكل ما من شأنه أن يضع مصلحة الوطن في المحك ، أو هو العرض الذي من أجله اختار الفقيد غربته الأخرى .
الرجل في حياته لم يكن بوقا ولا جسرا لأمثال صاحب آلماك ، ولا غيرهم ، أليس هو القائل لو خيروني بين أبسط بلدية في الجزائر، وبين أن أعين في أكبر محافظة بفرنسا لاخترت البلدية على أن أختار هدية الغير .. وهي رسالة في ضمنها تحمل الكثير من الدلالات والرسائل .
فبين اختيارك لتكريم الكريم أو اللئيم، ستكون النتيجة حتما للكريم لأنه في النهاية تبجيل بالتملك وامتلاك الروح والأخلاق معا، وهي نتيجة عكسية للتمرد الذي قد يظهره صاحب الشأن الشؤم.سيأتي اليوم الذي تنتهي فيه الاملاءات والإيعازات الخارجية، و يتوقف نبض المؤامرات لأن أعمارها قصيرة وخاتمتها مستنقعات التاريخ التي لا ترحم ..وأكيد أن من خذل نفسه لا يرحمه الآخرون.