تتقاسم إفريقيا وأمريكا الجنوبية القيم ذاتها في مناهضة الاستعمار بمختلف أشكاله، بعدما تشابه تاريخ كلاهما في مجال الاستغلال والاضطهاد من قبل القوى الأجنبية، كما يشتركان أيضا في نفس الطموحات الهادفة إلى التطور الاقتصادي والاجتماعي.
وتعرف كلتا القارتين، مشاكل اجتماعية ترتبط بالفقر والبطالة والآفات الاجتماعية، غير أن مصدر الاختلاف الوحيد يتمثل في النظام السياسي للحكم.
فدول أمريكا الجنوبية، عانت الانقلابات العسكرية في سنوات استقلالها الأولى، لكنها تخلصت منها نهائيا في العقود الأخير، وباتت الأوضاع السياسية بها أكثر استقرارا وتعمل حاليا على حل المشاكل المرتبطة بالاقتصاد والمعيشية.
أما في إفريقيا، ورغم الخطوات المحققة في ميادين الديمقراطية والحكم الراشد وحقوق الإنسان، إلا أن بعض الدول مازالت أسيرة الأزمات المرتبطة بالحكم ولم تستخلص دروس الماضي بعد.
من هذه البلدان، بورندي، حيث جرّت شهية الرئيس بيير نكورونزيزا لعهدة ثالثة، البلاد إلى الوراء وبسنوات، حيث تم إعلان تمرد مسلح، في وقت انطلقت أمس محادثات بين السلطة والمعارضة بأوغندا.
وسبق لإفريقيا الوسطى أن دفعت ثمن الأزمة السياسية التي عاشتها بين 2013 و2014، غاليا، ومازالت لم تفلح لحد الآن في تجاوزها بتنظيم انتخابات رئاسية.
وبدأت دعوات ترشيح رئيس رواندا بول كاغامي لعهدة إضافية، عبر جمع التوقيعات، تثير الشكوك والمخاوف من تردي محتمل للأوضاع، حيث عارضت الولايات المتحدة الأمريكية الفكرة، ودعت كاغامي إلى عدم الاستسلام لسحر كرسي الحكم.
يحدث هذا في إفريقيا، في وقت رفض رؤساء دول بأمريكا اللاتينية الاستمرار في الحكم، رغم المطالب الشعبية الملحة، كما حدث مع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا داسيلفا.