تسهر أجهزة الأمن على ضمان شروط الطمأنينة والسلامة للمسافرين عبر مطار هواري بومدين الذي يعرف حركة دؤوبة تزداد وتيرتها خلال المناسبات والمواسم الكبرى مثل رحلات العمرة والحج. ومن بين الإجراءات الصارمة بخصوص ضبط حركة وتنقل الأشخاص حول وداخل المطار يمنع مثلا مرور أي مرافق للمعتمر إلى بهو المطار الداخلي حفاظا على الهدوء.
غير أنه يترتب على ذلك تحمل كبار السن معاناة ومشقة حمل الأمتعة فيما يتمسك أعوان الأمن بعدم تفهم الوضع. صباح أمس فقط واجهت موقفا من هذا القبيل قبل أن يتطوع عون امن مشكورا بحمل أمتعة الوالدة (ثمانينية) إلى غاية بوابة الدخول إلى بهو صالة المطار، بينما كان يمكن مرافقة إجراءات المنع بأخرى تضمن على الأقل خدمة التكفل بكبار السن والعجزة خاصة وان المدير العام للأمن الوطني يخص هذه الشريحة من شعبنا بعناية متميزة ويحرص على إحاطتها بالرعاية ضمن منظومة القيم السامية للدولة الجزائرية.
لكن أيضا يقع على عاتق مسيري هذا المرفق (أي المطار) واجب اتخاذ الترتيبات الملائمة في هذا المضمار وفقا لرؤية اجتماعية إنسانية ترتكز على فلسفة إدارة جوارية اكبر بكثير من العامل التجاري خاصة وان المواطن الطاعن في السن يفتقر لإمكانيات القيام بالعمليات المطلوبة للسفر ويحمل صورة فيها هيبة ورمزية لمطار الجزائر ومن ثمة من المهم جدا أن يقوم كل متدخل في الشأن بحفظ تلك الصورة وتنمية سمعتها في أعين الزائرين ولو من خلال تصرف بسيط لكنه يحمل دلالات قوية وكل عام وامتهانا وآبائنا بألف خير.