اللعب خارج الوقت الضائع

نورالدين لعراجي
22 ديسمبر 2015

في الحقيقة استحسنت المبادرة الشعبية التي قام بها أعيان منطقة غرداية وهم يثمنون المساعي والتدابير التي حرص رئيس الجمهورية على تجسيدها في أرض الواقع، ليعود الهدوء والطمأنينة والسكينة، إلى منطقة ظلت طيلة قرون مضربا للأخلاق والتسامح، بعيدا عن كل ما من شأنه إثارة ناعورة الفتنة والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
تكريم المجاهد عبد العزيز بوتفليقة في هذه الوقفة هو اعتراف جلي لأفراد الجيش الوطني الشعبي الذين سهروا على تطبيق القانون وأعادوا الأمن والاستقرار إلى ربوع المنطقة. مع تكاثف جهود الطيبين والخيرين لردع زارعي الفتنة والتفرقة، بعدما استعصت عليهم زراعتها في مناطق أخرى.
وهي رسالة قوية، لمن سوّلت له نفسه ضرب وحدة الوطن واستقراره، بعدما دفع أبناء الشعب الجزائري ضريبة ذلك قوامها الأرواح والممتلكات.
غرداية وهي تغلق أبواب الفتنة، فإنها بذلك تغلق صفحة من تاريخ المرتزقة والخونة، أولئك الذين استعصى عليهم العيش في الوضوح، محاولين الصيد في المياه العكرة حاملين سهام التفرقة بين إخوة يربطهم التاريخ والدين والوطن.
فهيهات… هيهات أن تستمر طبول الفتنة في دق دفوفها في الإغفاءة وفي اليقظة، فسرعان ما أزيح الستار وانكشفت الأدوار الدنيئة للعلن، وكان التاريخ في الأخير سيدا وحكما على جريمتهم تلك.
تحضرني هنا مقولة أمهاتنا الطاعنات في السن، كن كلما اشتد الوطء بهن أو العوز والحاجة، يلجئن إلى الله بالدعاء كي يقوض لهن من يجير الأرض والحرث من الوصب والبلاء، فكن يرددن في طقوسهن «ربي وركايز الحضنة»، يقصدن هنا بركائز الرجل الحكيم والعاقل والداري لشؤون البلد. غرداية بالأمس دعت الله أن يخرجها من بوتقة الظلم والفساد، فكان أبناء الوطن المخلصين لها الدعاء المجاب والفيصل المهاب، حتى جنبوها الهم والغم والحزن.
ـ نحن شعب إكتوى بالمآسي… وتجرع الفتنة عقودا وخاض حربه لوحده ضد كل من سولت له نفسه، اللعب خارج الوقت الضائع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024