القضية الصحراوية .. انتصار جديد

أمين بلعمري
11 ديسمبر 2015

إن القرار الذي اتخذته المحكمة الأوربية، الخميس، والقاضي بإلغاء الاتفاق الفلاحي، المبرم بين المغرب والاتحاد الأوربي شهر مارس 2012، يعتبر خطوة جديدة على طريق تقرير الشعب الصحراوي لمصيره بكل حرية من جهة، وزيادة العزلة الدولية والأممية التي يعيشها المغرب بسبب سياسة التعجرف والهروب إلى الأمام التي ينتهجها، آخر خرجاتها منع المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية السيد كريستوفر روس من زيارة الأقاليم الصحراوية التي يحتلها المغرب وذلك لإفشال مجهودات الأمم المتحدة الرامية إلى بعث المفاوضات بين طرفي النزاع حول الصحراء الغربية وهما جبهة البوليساريو والمغرب، خاصة وأن قرار المحكمة الأوربية جاء ليؤكد مرة أخرى وبكل وضوح أن البوليساريو هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي وهي الجهة الوحيدة المخولة قانونا للتحدث وعقد الصفقات باسمه وبهذا فإنه ليس للمغرب أي حق في التصرف في خيرات ومقدرات شعب مستعمَر ينتظر ممارسة حقه الشرعي في تقرير مصيره. وعليه، فإن كل اتفاق أبرم سابقا يعتبر اتفاقا باطلا وغير ذي أثر قانوني وهذا ما جسده حكم المحكمة الأوربية الذي جاء متناغما مع الشرعية الدولية، حيث أعاد الأمور إلى نصابها أخيراً كما يبدو أنه ليس إلا خطوة أولى سيكون هناك ما بعدها في قرارات أوربية لاحقة تكون أكثر جرأة وانصافا للشعب الصحراوي، خاصة وأن القارة العجوز لحقها الكثير من الحرج بسبب مواقف سلبية لبعض دولها تجاه القضية الصحراوية.

الأكيد، أن المغرب يغرق في عزلة دولية وأممية غير مسبوقة، جراء القضية الصحراوية ولم يبق لديه من خيار سوى الانصياع للشرعية الدولية والدخول في مفاوضات جدية مع جبهة البوليساريو والاستجابة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، وأن الأوان قد حان ليكف المغرب عن سياسة خلط الأوراق عبر توجيه أصابع الاتهام إلى الجزائر في كل مرة ومحاولة إدراجها كطرف في النزاع حول الصحراء الغربية وهي رواية أصبحت فاقدة للصلاحية ولم تعد قابلة للاستهلاك، حيث أن العالم كله يعلم اليوم أن المغرب يراوغ ويحاول جذب الأنظار إلى الرقم الخطأ، ليتحاشى مواجهة الواقع القاضي بالتفاوض مع أصحاب القضية والأرض وليس افتعال خصوم وهميين ليجعل منهم شماعة يعلق عليها إخفاقاته الدبلوماسية خارجيا وكذا بسبب فشل السياسات الحكومية الاقتصادية والاجتماعية داخليا في امتصاص غليان الشعب المغربي لإلهائه بأوهام لا أساس لها من الصحة قد تسيء كثيرا إلى علاقات الأخوة والجوار التي تربط بين الشعبين الجزائري والمغربي.   

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024