خاض المسرح الجزائري تجارب رائدة على الخشبة، محققا قفزة نوعية في العروض التي يسعد من خلالها الجمهور, ويدخل في نفوس الكثيرين منهم المتعة والفرجة.. وتكون النصوص الأدبية عاملا مرادفا للتفاعل .. وتكون العروض المسرحية عملة ثقافية يمكن تحويلها إلى مرادف اقتصادي .. الهدف منه تحقيق توازن تنموي في سوق العرض والطلب .
والجزائر تسير في الطريق نحو ترشيد النفقات عبر كافة قطاعاتها.. يجرنا الحديث إلى كيفية خلق ميكانيزمات نوفر بواسطتها المردود المالي عن طريق العرض الذي هو الخشبة وصولا إلى الطلب الذي يقابله الجمهور في النهاية.
بهذه العملية الحسابية نستطيع أن نوفر اكتفاء ذاتيا بين ميزانية التجهيز والتسيير، عوض انتظار الإعانات المالية التي تقدمها الجهات الوصية، وفي الغالب لا تفي الغرض المتوخى منها، في ظل سياسة الترشيد المالي للنفقات.
تضم الجزائر أكبر عدد من المسارح الجهوية إضافة إلى العديد من الجمعيات والنوادي التي تعمل على صناعة العروض والاشتغال عليها طيلة السنة، ليتم عرضها عبر برنامج وطني والمشاركة بها في عروض دولية وعربية، وبالتالي المسرحية الجيدة هي سفيرة الجزائر الثقافية لأب الفنون .
فالمسرح الجزائري هو امتداد إلى قامات سامقة في سماء الخشبة من بشطارزي وعلولة وبن قطاف ومجوبي ورابية وبودية وغيرهم من الأسماء التي وضعت أولى اللبنات لهذا الهرم ورفعت من شأنه وتحدياته .
هاته الأسماء اشتغلت على النص في حلة إبداعية جيدة فلامست المعنى وأبهرت المبنى، حتى جاءت عروضها أعمالا من ذهب .. ولدعم الاستثمار الثقافي في شتى الآداب والفنون، فانه من واجبنا التفكير جيدا في البدائل الكفيلة، لضمان بحبوحة مالية تضمن لنا العرض الجيد، والأداء الراقي مقابل المتعة والفرجة.