هل تصغي طبول الحرب لقرارات الســاسة ؟

نورالدين لعراجي
01 ديسمبر 2015

ما ينتظر المواطن الليبي هو الاستقرار وعودة الأمن  إلى ربوع وطنه لا غير، وما تنتظره زمر العصابات أكيد هو التوتر وخلق الفضاءات المشبوهة للتغلغل أكثر في أسواق النفط وتجارة السلاح والرق، واحتكار النفط الليبي، أما ما تنتظره أطياف الأحزاب والمعارضة  بأنواعها هو الاتفاق على وحدة ليبيا الترابية واعتبارها خطا أحمر لا يمكن في أي حال من الأحوال المساس به أو تجاوز إحداثياته التي كرستها القوانين، لكن هذا الاتفاق يجب أن يتجسد على أرض الواقع، لا أن يكون قميص عثمان بين الأحزاب المؤيدة للذهاب إلى الحل الفوري للازمة الليبية وبين أولئك الذين يحاولون الصيد في الأوضاع المتوترة .
في ظل هذا الطابور الكبير من الانتظار يبقى التنظيم الإرهابي “داعش” يصنع الحدث لوحده، مراكز تدريب وعبور يشرف عليها، تجنيد الشباب والزج بهم في عمليات الاقتتال بين الأخوة الأعداء وتواجد مؤسسات برلمانية برأسين وحكومة فشلت في السيطرة على الوضع، وإفلات أمني رهيب، واقتصاد متدهور وظروف اجتماعية قاسية تصنع المشهد الليبي دون منازع.
منذ أن عصفت رياح التغيير بالمشهد الليبي في 17 فيفري 2011 ، بقي الوضع كما هو بل زاد تعقيدا وانفلاتا، وكانت ليبيا ومن خلالها الشعب الليبي الخاسر الأكبر، ناهيك عن مظاهر انتشار السلاح والصراعات القبلية التي أخذت طابعا ينذر بالشؤم، وأمام كل هذه المظاهر يبقى النفط الليبي هدية السماء للشركات المتعددة الجنسات وعصابات الجريمة المنظمة.
رحل “برنار ليون دينو” عن جولات الحوار الليبية - الليبية، بعدما خاض مشوارا جريئا في المحادثات بواسطة الجزائر التي قدمت خطوات هامة لهذه الإنطلاقة، من الجلوس على طاولة المفاوضات إلى الاتفاق عن تشكيل حكومة وحدة وطنية وتغليب منطق العقل على لغة السلاح.
ليس هناك من حل أمام الأحزاب السياسية والشخصيات النافذة في المشهد الليبي إلا تغيير الخارطة في طرابلس والزنتان وطبرق وغيرها من المناطق الأخرى حتى يتمكن المواطن الليبي من العيش في كنف السلم والأمن، بعيدا عن التسلح والعدائية، اللتين أصبحتا الهاجس الأوفر حظا في الميدان.
مهمة أخرى تنتظر الألماني “كوبلر” القادم الجديد لمعالجة الشأن الليبي ومن أول اجتماع له بالجزائر سوف تتضح سياسة وخطة الرجل، قصد الوصول إلى حل سياسي وأمني ينهي مسلسل اللاأمن الذي طال أمده، ثم تشكيل حكومة توافق وطني تلتزم جميع الأطراف أمامها، حتى لا تلقي الأوضاع الراهنة ظلالها على دول الجوار، وتحرص الجزائر على تمكين الليبيين من تحديد الرهانات الأولى لمرحلة انتقالية، تكون في الغالب محل إجماع وتحفظ إستقرار المنطقة لكنها حتما ستكون نهاية حلقة دموية يجب أن تتوقف.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024