الأندية الأوروبية الكبيرة تتفادى الدخول في عدم الاستقرار الفنّي، بالرغم من الصّعوبات التي تمرّ بها بسبب تدنّي مستوى الأداء أو النتائج..كونها تعلم أن كرة القدم هي رياضة “مفتوحة”، وقد تقع فترات الفراغ التي تؤثّر على الفريق، ولكن الهدف التّقني لم يتأثّر.
ويأتي هذا الواقع من خلال الخرجة الاعلامية لرئيس نادي ريال مدريد فلورنينو بيريز، الذي لم يغيّر رأيه من المدرب الحالي للفريق بينيتيز، بالرغم من الخسارة المدوية
والتّاريخية التي سجّلها زملاء رونالدو أمام الغريم التّقليدي على مرأى حوالي 500 مليون مشاهد عبر العالم، حين قال:
«اخترنا في بداية الموسم بينيتيز لعلمنا بكفاءته ورؤيته للفريق وطريقة عمله الاحترافية..ولذلك فإنّنا نعرف أنّه بحاجة إلى وقت لمعرفة كل الأشياء بهذا الفريق التي تمكّنه من الوصول إلى الهدف التقني الذي اتفقنا معه للوصول اليه”. هذا التّصريح يؤكّد أنّ الريال يسير في رواق متماسك يجعله يصل إلى أهدافه رغم الصّعوبات التي يمرّ بها.
فالتّجارب السّابقة أعطت لمسيّريه الحنكة التي جعلتهم يختارون الأمور التّقنية بكل دقة لتفادي انتظار نتائج أسوأ.
وتحدث مثل هذه الوضعية في نادي تشلسي أين يجد “السبيشال وان”، أي الرّقم واحد، وهو المدرب مورينيو صعوبات جمّة لإعادة الفريق إلى السكّة، رغم أنّه حامل لقب البطولة الانجليزية، ويقبع النادي في مرتبة مزعجة جدا، لكن مورينيو باق في منصبه لأنّ مسيّري النادي يعرفون أن الحلول ستأتي من عنده بفضل كفاءته وطريقة عمله.
ولذلك، فإنّ الحكمة والدراسة الدقيقة للأهداف المسطّرة هي التي تعطي النتائج بالنسبة للفرق، وليس البحث عن النتائج الآنية، ولو كلّف ذلك تغيير مستمر للمدرّبين. والأمثلة عديدة في أنديتنا التي لا تفكّر بتاتا في العمل على الأقل متوسط المدى، وترى في المدرب السبب الأول في تدني النتائج،
وقد يقدم المسيّرون إلى تغيير الطاقم الفني عدة مرات في الموسم، في الكثير من الأحيان تكون النّتائج غير تلك التي يبحث عنها هؤلاء المسيّرين...؟