طعنــة لا تقتـــلك .. تقـويــك

^ نورالدين لعراجي
25 نوفمبر 2015

مازال بعض أفول الجماعات الإرهابية يمارسون شذوذهم الدموي، بكل عنجهية وتفاخر بقتل الأنفس وتمزيقها.. المشاهد تتكرر بنفس الوسائل أو أكثر منها حدة، أو تتقاسم بعضها في البشاعة والشوفينية.. ما حدث في الجارة تونس أول أمس، وما سبقه في باماكو بفندق «راديسون»، كانت فرنسا مسرحا له في جمعتها الـ13، منذ أسبوع.
الإنسان هو من يقوم بالفعل، والإنسان في الأخير من يكون ضحية لمكره الإرهابي.. الجزائر وهي تتابع عن كثب ما يحدث في الدول الصديقة والشقيقة.. إنما هو تتبع لمسلسل تم بثه في الوطن طيلة عقدين من الزمن.. عبر شاشات وصور يومية ألفها الصغير والكبير، بل أنها عمرت وتكونت بيننا ألفة من السوداوية لم نتخلص منها إلا بدماء وأنفس كانت فداء الوطن.
نتقاسم مع الجارة تونس التاريخ والجغرافيا، بل أكثر من ذلك إننا إخوة في الدم.. امتزجت أرواحنا في ساقية سيدي يوسف وقبلها في القيروان والزيتونة والعاصمة وكل شبر احتضن أبناء الثورة ورجالاتها، وفي كل خطوة من حدودنا من طالب العربي بالوادي إلى أم علي بتبسة إلى غارديماو بسوق أهراس ثم الطارف.. كل هذا الامتداد الجبلي الشاسع تختفي وراءه لحمة ممزوجة بأبناء وطن واحد فرقت بينهما الجغرافيا فقط.
إن ما تعيشه تونس اليوم من اعتداءات إرهابية مست قطاعات عدة في اقتصادها ومؤسساتها السيادية وهيئاتها الدستورية.. لم نكن ببعيدين عنها، في سنوات مضت عشنا فيها أيضا أحلك الأيام.. مما يتطلب اليوم منا، مد العون لتونس حاضنة الثورة التحريرية.. حتى تتخلص من براثن هؤلاء المرتزقة الدمويون.. وتعود إلى وافر عزها ومجدها.
المقاربة الأمنية لمحاربة الإرهاب واستئصاله من جذوره التي نادت بها الجزائر لم تكن من وحي الخيال أو ضرب عشواء، بل إنها بناء على تقارير استخباراتية ميدانية وتجربة رائدة في التصدي للظاهرة ومحاربتها.. ليست بالهينة أمام تنامي الظاهرة وتوفر المناخ الملائم لتكاثرها وتزايدها، خاصة في ظل ما تعرفه الجارة ليبيا من تحركات مشبوهة لعناصر إرهابية اتخذت من ترابها مركزا للتدريب وعبور هذه العناصر إلى الأوطان الأخرى.
تونس اليوم في موقف لا تحسد عليه فهي مطالبة بترتيبات قصوى تتعلق بأمنها وأمن المنطقة كلها، لأن ما يحدث لها اليوم من عمليات إرهابية هي ضربات ستعزز موقفها الرافض للإرهاب.. وستكون الضربات حافزا للمقاومة أكثر وبكل الأشكال.. ولن تثني أعمالهم في الصمود والمقاومة، بل إنها تمنحهم الثقة أكبر، خاصة في ظل ما تقوم به قوات جيشنا الشعبي الوطني والأسلاك الأمنية الأخرى، في مراقبة الحدود وتمشيط الأماكن المشبوهة، وهذا ما تتطلبه الحماية المشتركة للبلدين لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله، لأن الإرهاب واحد حتى وإن تفرقت الأوطان والشعوب.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024