تمر الأيام والأعوام وواقع الصحة في الجزائر متشابه، حيث وجد وزراء القطاع صعوبات كبيرة في احتواء الوضع واعتماد خارطة طريق تمكن المواطن الاستفادة من خدمات في مستوى الاستثمارات العمومية التي تنفقها الدولة.
بات القطاع يعيش مفارقات عجيبة بعد بروز الخواص، الذين استثمروا قليلا وجنوا كثيرا بعد أن تضاعف عدد الزبائن الذين باتوا مضطرين للتوجه نحوهم .
إن إعادة النظر في تسيير المؤسسات الاستشفائية ووضع استراتيجية أكثر من ضرورة، نظرا للأوضاع المتدهورة التي أوجدت سلوكا نمطيا عند المواطن الذي بات لا يحترم القطاع من خلال تفجير مكبوتاته والتهجم على الجميع، بمن فيهم الأطقم الطبية.
حقيقة إن المقارنة بين سلوك المواطن في العيادات الخاصة والمستشفيات العمومية يدعو للغرابة ولدراسات كبيرة حتى نفهم سلوك المريض الجزائري.
إن الحديث عن تطوير الخدمات يجب أن يرافق بضرورة الدفع للاستفادة من علاج جيد، لأن التحولات الاجتماعية والاقتصادية تجعل الجميع يدفع ثمن العلاج، الذي يجب أن يكون مدروسا حتى نحفز العاملين في القطاع الصحي على بذل مجهودات إضافية.
إن قبول المواطن دفع 10 آلاف دينار في تحاليل طبية بمخابر خاصة، بينما يستفيد من مجانيتها في المستشفيات العمومية، يدعو لإعادة النظر فيه وجعل القطاع العمومي يستفيد من استرجاع جزء من الاستثمارات التي يدفعها لتطوير القطاع.
إن التفكير في إصلاح قطاع الصحة من خلال نظرة واقعية بعيدة عن التزلف، من شأنها تطويره.