المطلوب موقف جاد وموحّد

فضيلة دفوس
14 نوفمبر 2015

مرّة أخرى وفي أقل من سنة، كسّر الإرهاب سكون فرنسا وضرب بقوة مواقع عدّة في عاصمتها باريس من خلال هجمات دموية متزامنة أسقطت المئات بين قتيل وجريح. وأحدثت الصّدمة وزرعت الفزع في نفوس الفرنسيين ومعهم العالم أجمع، الذي يقف مشدوها مفزوعا وهو يرى هذا الاجرام الدّموي الذي لم يعد يستثني أحدا، يخترق الحدود متنقّلا بدون تأشيرة، ليضرب في كلّ مكان وزمان، وتعجز أقوى الدول بما تملكه من قوّة أمنية ومخابراتية على مواجهته وكشف خلاياه قبل أن تنفّذ عملياتها الاستعراضية القاتلة.
باريس تحت الصّدمة تحاول أن تفهم ما جرى ولم جرى، وقبل ذلك تسعى لمعرفة دوافع الجهة التي تجرّأت للمرة الثانية في أقل من سنة على اغتصاب أمنها وقتل العشرات من أبنائها وترهيب شعبها رغم الاجراءات الأمنية المشدّدة التي تتّخدها منذ أحداث «شارلي ايبدو» شهر جانفي الماضي.
وإلى حين الكشف عن خبايا هذا الحادث الدراماتيكي، من المؤكّد أن الفرنسيين ومعهم العالم أجمع أدركوا مرّة أخرى أن الارهاب وجرائمه المروّعة ليسا قدر العرب والمسلمين دون غيرهم من شعوب وأجناس المعمورة الأخرى، فالارهاب الدموي هو ظاهرة عالمية لا أحد بمنأى عنها وعن ضرباتها الجبانة القاتلة التي تزرع المنية  في كل ّساعة ودقيقة وثانية وبأفظع أشكالها وصورها في سوريا الجريحة والعراق النازف، بل ان الارهاب في هاتين الدولتين أصبح يستعرض عضلاته  بوقاحة لا تضاهيها وقاحة في وضح النهار وعلى المباشر من خلال نشر فظائعه عبر وسائل الاعلام الحديثة.
هو يقطع الرؤوس ويشوي الناس ويسحقها تحت عجلات المدرعات. امتدّت جرائمه إلى لبنان، تركيا، مصر، تونس، ليبيا، اليمن، نيجيريا، التشاد، الصومال وحتى بلدان الخليج الهادئة أصبحت عرضة لهذا الوحش الكاسر الذي لا يتردّد في نسف الطائرات وهي تحلّق بأعالي السماء وقتل المدنيين الآمنين الراكبين بها، ولا يستحي وهو يختطف تلميذات صغيرات ليعبث بشرفهن أو ليصنع منهن انتحاريات بالغصب والقوة، ثم كيف له أن يستحي والعالم القويّ الذي بإمكانه ان يردعه، يقف متفرّجا على مسلسله الدموي الذي لا ينتهي، حتى لا نقول شيئا آخر معتقدا بأنه بمنآى عن النار التي تكوي شعوبا كثيرة، لكن هيهات، فخاصية النّار انها تمدّ لهبها في أي إتجاه، و هو الذي حصل حيث ضربت باريس في مفصل، ولعلّ  هذا الاعتداء الذي لا يمكن إلاّ ادانته بكل عبارات الاستنكار والشجب سيوحّد الرؤى وينسّق الجهود ويكثفها للبحث عن أنجع الطرق والوسائل لمحاربة الارهاب في كل مكان دون تمييز وبكل الطرق والوسائل.
 أوّل خطوة لمحاربة هذا الوحش الكاسر هي بكل تأكيد وقف الحروب التي تستنزف أرواح آلاف الأبرياء في بلاد الشام والرافدين، واقرار حلول سلمية للأزمات التي تعصف بالكثير من الدول العربية، فالمعروف أن الخلايا الإرهابية تتكاثر وتنمو حيث الأوضاع الأمنية المتعفّنة.
الحرب على الإرهاب صعبة وتتطلب تكاثفا جادّا وجديّا، وإلاّ اكتوى الجميع بنيرانه الحارقة.
الأسد: ما عانته فرنسا من وحشية الإرهاب نكابده منذ أكثر من 5 سنوات
أدان الرئيس السوري بشار الأسد أمس هجمات باريس وقال إن هذا النوع من الإرهاب يعانيه الشعب السوري منذ سنوات.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الأسد قوله «ما عانت منه فرنسا أمس من وحشية الإرهاب يكابده الشعب السوري منذ أكثر من خمس سنوات.»

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024