قدّم أنصار اتحاد العاصمة صورة تبقى راسخة في أذهان كل متتبّعي الكرة عندنا، فبالرغم من عدم تتويج أصحاب الزي الأحمر والأسود بأول لقب قاري لهم، إلاّ أنّ محبّيهم رفعوا من معنويات اللاّعبين بطريقة “حضارية” مملوءة بمعاني “الرّوح الرياضية العالية”.
فإلى جانب التّشجيع المميّز خلال المقابلة النّهائية في بولوغين، والانهزام أمام تي بي مازمبي، توافد المئات من الأنصار إلى مطار هواري بومدين لدفع اللاعبين إلى التركيز في مباراة العودة خارج الديار، مردّدين أنّ في كرة القدم كل شيء ممكن.
ومرة أخرى لم يبتسم الحظ لزملاء زماموش الذين ضيّعوا اللقب الذي أرادوا إهداءه لأنصارهم وكل الجزائريين، لكنهم لم يكونوا ينتظرون أن أوفياء فريق “سوسطارة” سوف ينتظرونهم بالورود عند عودتهم بالمطار، فكانت حقّا صورا لا تنسى لتكون عبرة لمختلف الفرق التي يقوم أنصارها بالضغط على اللاعبين
والمدرب بمجرّد تسجيل نتيجة غير مرضية لتنخفض معنويات اللاّعبين وتبدأ المشاكل التي قد تطول وتؤثّر على مسيرة الفريق.
وبالتالي، فإنّ الرّوح الرياضية هي الأساس في هذا المقام، ولا تتوقف مسيرة فريق على مباراة واحدة أو اثنين، وإنما مناسبة لرؤية الفنيات
والأهداف، وإذا لم تكن النّتيجة المنتظرة فمن الضّروري تحية المنافس الذي لعب فوق الميدان أمام فريقنا المفضّل.
فتصرّف أنصار الاتحاد جعل اللاعبين في وضعية بسيكولوجية مناسبة للتركيز على البطولة الوطنية وكأس الجمهورية، أين سيسعون بكل قوة لإهدائهما للأنصار الذين وقفوا معهم في الأوقات الصعبة وليس العكس. وبدون شك فإنّ اتحاد العاصمة سيقوى أكثر في المقابلات القادمة كونه استفاد من تجربته القارية التي قادته إلى النهائي، ولم يتأثّر الفريق بها بعد كأس إفريقيا بفضل تصرّف أنصاره.
فقد بقي لاعبو الاتحاد في تركيز رياضي يجعلهم يتدرّبون في ظروف جد مواتية لبلوغ أهداف أخرى سطّرت لهذا الموسم.