شمس الحقيقة لا يغطّيها غربال

فضيلة دفوس
10 نوفمبر 2015

وهو يتسلّل إلى ديار غير دياره وأرض غير أرضه، بدا الملك المغربي في خطابه الذي ألقاه بمناسبة الذّكرى الـ ٤٠ لاحتلاله الصّحراء الغربية، أبعد من أن يقنع حتى نفسه بكلامه الذي جانب المنطق والحقّ والشّرعية التي لا تحمل سوى معنى واحدا وجب على العرش فهمه، وهو حقّ الشّعب الصّحراوي في تقرير المصير عبر استفتاء حرّ ترعاه الأمم المتحدة ويتضمّن ثلاثة خيارات هي الضَمُّ، الحكم الذّاتي والاستقلال، وليس خيارا واحدا فصّله الاحتلال على مقاسه، وقال بأنّه أقسى ما يمكن تقديمه.
في الواقع لو كان المغرب وعرشه مقتنعان فعلا بمغربيّة الصّحراء كما يزعمان، لما طرحا مثل هذا الطّرح، فلا أحد يفرّط في قطعة أرض ولو بالحكم الذّاتي، إلاّ في حال لم تكن أرضه، وهو الحاصل في الصّحراء الغربية...
باستثناء زيادة جرعة الهجوم على الجزائر، لم يأت الملك في خطابه بجديد، نفس الأسطوانة المشلوخة استمعنا إليها دون اقتناع، فكانت محاولة يائسة للهروب إلى الأمام من ضغط دولي يشدّد الخناق عليه، واعتراف متزايد بالقضية الصّحراوية العادلة، التي لا يمكن إخراجها عن إطارها وحصرها في مسألة التّنمية التي حتى وإن تحقّقت بالأموال التي تذرّها ثروات الاقليم، فهي ستستثني ككلّ مرّة أبناء الأرض الحقيقيّين الذين يعيشون على الهامش في بؤس وشقاء، وستوجّه لأجيال المغاربة الذين زحفوا مع “المسيرة السّوداء” قبل أربعة عقود، محاولين تغيير التّركيبة الدّيمغرافية للأرض الصّحراوية وفرض الاحتلال كأمر واقع.
على المغرب أن يدرك بأنّ شمس الحقيقة لا يغطّيها غربال، فالصّحراء الغربية شاء أم أبى، إقليم محتلّ وينطبق عليه حقّ تقرير المصير، وبما أنّه مقتنع بولاء الصّحراويّين لعرشه فعليه فقط أن يتحلّى ببعض الشّجاعة ويقبل بالاستفتاء وليتركهم يؤكّدون للعالم ولاءهم له إن أرادوا، وسيحترم الجميع خيارهم.  
إنّ خشية المغرب من الاستفتاء دليل قاطع على أنّ الصّحراء الغربية لم تكن يوما أرضه، ولن تكون كذلك.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024