مازال كما عاهدناه منذ اعتلى سدة الحكم إلى اليوم.. غير مبدل ولا متردد، تقليد لم نألفه إلا في فخامته المجاهد عبد العزيز بوتفليقة.. حرص دأب عليه كلما تعلق الأمر بمناسبة وطنية أو استحقاق يستوجب فيه الموقف.. تحية رايتنا الوطنية بألوانها الزاهية المعبّرة عن السلم والتسامح والتصالح، الذي اختاره شعارا أبديا لأبناء الوطن الواحد أغلق بواسطته أزمة غيرت البلاد والعباد، فأخرجها إلى بر الأمان.. بر الإخاء والوحدة والوئام..
في كل مرة يستوقفني المشهد الذي يقف فيه الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة منحيا إلى رايتنا الوطنية مقبلا عليها مقبِّلا إياها في غمرة من الذكرى والحنين إلى رفاق الأمس ممن دفعوا أعمارهم فداء لهذا الوطن المفدى... وقفة وقبلة.. توقظ ذكريات الأمس.. تستذكر بطولات الأشاوس والحرائر من أبناء الجزائر... هؤلاء الذين يشدد الرئيس في كل مرة وهو يقف لتحية العلم، إلا وأن يأخذه بين يديه ويقبله. أليس القائل بأنه «قد كتب على الشعب الجزائري أن يكافح، وحيدا بلا نصير، من أجل بقاء وطنه، ويقارع إرهابا أعمى عديم الإنسانية مقارعة كان إبانها المجاهدون الأشاوس مضربا للأمثال في روح المواطنة والتجند من أجل نجدة الوطن».
هي إذن خصال المجاهد «عبد القادر المالي»، تحضر كلما تعلق الحدث باستذكار مآثر البطولات والأمجاد فتراه يذكر آباءنا وشهداءنا بنوع من الألفة فهو رفيق الأمس القريب، رافقهم في الفيافي والصحاري والجبال، صامدون في وجه الاستعمار، متمسكون بأسلافهم وبأرضهم وبحريتهم وبكرامتهم إلى أن صارت سند تعريف هوية بلادنا وتعريف هوية شعبنا هي الثورة التي قال عنها «بأنها أعادت الجزائر إلى الوجود بعد أن جردت طيلة مائة واثنين وثلاثين عاما من تاريخها وثقافتها وحتى من شعبها».
في نوفمبر العزة والشرف... نوفمبر المصالحة... دمت حامي رايتنا الوطنية، فدعني أنحني إلى مجد وصانعي تاريخنا المجيد وإلى شهداء ثورتنا العظيمة... كل عام ونوفمبر مجدنا وعزنا وشهرنا الخالد ومرجعيتنا الأبدية.