تعد الأعياد الوطنية كعيد الثورة التحريرية، مناسبات هامة لترسيخ المواطنة لدى الأطفال والشباب، الذين يمثلون جيل المستقبل، لما لها من انعكاسات إيجابية على السلوك والتصرفات وحتى الأفكار والطموحات.
يتجدد الحديث في مناسبة وطنية كعيد الثورة التحريرية، عن المغزى والعبر التي ينبغي استخلاصها من هذه المناسبة الوطنية بامتياز، لكن الاحتفال بها لم يعد كالسابق، وأضحى مقتصرا على احتفالات رسمية، ومظاهر احتفالية تشاهد في الشوارع والطرقات، بينما قبل عقد أو عقدين من الزمن، كانت من المناسبات المقدسة داخل الأسرة.
ولعل السبيل الوحيد لإعطاء المناسبة أكثر رمزية، هو التركيز على التربية داخل الأسرة والمدرسة، من خلال تلقين حب الوطن في الوسط العائلي أولا، ليتشبع به من خلال الدروس التعليمية التي يتلقاها الطفل طيلة حياته الدراسية حتى يبلغ أشده، وحينها تنمو لديه روح المواطنة التي تصبح كل تصرفاته لا تخرج عن إطارها، فتزول تلقائيا السلوكات المشينة، أبرزها ظاهرة العنف التي تفشت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.
ولا يمكن بلوغ هذا المبتغى، إلا إذا قامت المدرسة بدورها الكامل في التربية قبل التعليم، فلا يمكن محاربة العنف، والأستاذ «يتوعد التلميذ بإلحاقه أشد العقاب إذا تكلم أثناء الدرس، أو نسي كراسه في المنزل»، تهديد كهذا يعني الكثير للمتلقي له، فهو يمثل نوعا من الخوف، يترك في نفسية الطفل استفهام كبير لأن ما فعله لا يتطلب كل هذا العقاب، وقد يولد لديه إحساسا بالظلم، المولد في كثير من الأحيان لفكرة الانتقام.
فكيف نبني شخصية فرد قدوته تحتاج إلى من يقوم تصرفاتها، لأن في كثير من الأحيان تصدر تصرفات لا ندرك ما ستخلفه من آثار وانعكاسات، والمواطنة كذلك سلوك يحتاج من يتحلي به، أن يوصله في أحسن صورة للآخرين، ولا ينبغي أن يقتصر ذلك في المناسبات فقط.