عندما يعتقد بعضٌ أن اللغة وسيلة رئيسية لامتلاك الآخر بأنْ يجعل من المال طريقة سهلة للوصول إلى مآربه وتبرير تطفله، يصبح علينا لزاما أن نطالبهم بمراجعة حساباتهم، فليس كل من يتكلم «الفرنسية» لهم...
في تدخله في ندوة نقاش «الإعلام والطبقة السياسية» التي نظمت بـ «الشعب» بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، أكد بشير حسن شريف، مسؤول النشر بيومية «لاتريبين» أن الصحافي الحقيقي مسؤول على كل كلمة يكتبها ولا يهمّ إن كان يكتب باللغة العربية أو الفرنسية، لأن المصلحة واحدة، لذلك إلى المعركة اليومية التي تجابهها الصحافة الجزائرية باللغة الفرنسية من ضغط في شتى الاتجاهات فبعض الجهات تعتبر كل جريدة أو يومية ناطقة باللغة الأجنبية.
وشبه بشير حسن شريف الواقع الذي تعيشه وكأنها بين المطرقة والسندان، ولكن كشف أن اللغة لن تفصل بين الصحافي ووطنيته، لأنها القاعدة والركيزة التي تحرك قلمه، ولن يقبل أي واحد منهم بالمساومة على المصلحة العليا للوطن، وذكر في تدخله باللوبي الخطير الذي يحاول بقوة المال تمرير رسائله المشفرة والتي تضر بالمصلحة العليا للوطن.
لذلك، قبل أن يكون الصحافي قلما هو جزائري يفتخر بجزائريته التي تمنعه التذلل بكلمات رخيصة إلى من يريد الإيقاع بمختلف الأقلام النزيهة التي تسعى وراء المعلومة الصحيحة والصادقة لتوصلها إلى المواطن، لأن الإعلام رسالة تحميها الأخلاق قبل كل شيء.
ولعل قائمة الشهداء التي قدمها صحافيو العناوين الفرنسية خير دليل على أنهم متفاعلون مع المجتمع الذي يعيشون فيه، ومؤمنون بالقضية العادلة التي خاضها ضد الإرهاب، لذلك على الصحافي أن يكون مستقيما في عمله ولا يبشر بمعلومات مضرة بالوطن، ولا تمس الحياة الخاصة للأفراد خاصة الشخصيات السياسية.
لذلك، على كل من يحمل رسالة القلم، أن يكون مسئولا على كل ما يكتب وأن يعي التحديات التي تعيشها الجزائر، خاصة مع ما تعرفه المنطقة من تحولات ونزاعات، جعلت كل المنطقة مرهونة بما يحدث هنا وهناك.
في ذات السياق، أكد الدكتور محي الدين عميمور، وزير سابق، في تدخله أيضا، أن التسلل الأجنبي لاقتناعهم بمقولة أن كل مفرنس لهم، لذلك على كل صحافي أن يعي المسئولية الملقاة على عاتقه من أجل منع أي ضرب لاستقرار وأمن الوطن وسط الاضطرابات التي تعرفها المنطقة.
ولم ينس ناصر مهل، وزير الاتصال السابق، سرد ذكرى من ماتوا والقلم في أيديهم، هم ضحايا وشهداء قدموا حياتهم في سبيل الوطن ولم يمنعهم الحرف الفرنسي من الولاء إلى وطنهم الأم، لأنها الأرض التي لم تبخل عليهم بخيراتها وثرواتها.