سترسل الولايات المتحدة 300 جندي إلى شمال الكاميرون، في مهمة لدعم دول المنطقة في حربهم ضد جماعة بوكو حرام الإرهابية بنيجيريا، على أن يقتصر دور هذه الفرقة على الاستطلاعات الجوية ورصد المعلومات وتزويد قوات التحالف الإفريقي المشكل في الأسابيع الماضية .
أمريكا إذاً، صارت حاضرة عسكريا في أكثر من دول إفريقية، فلها قوات في بوركينافاسو، وطائرات استطلاع بالنيجر، والآن بالكاميرون، تشتغل كلها على مهمة محددة اسمها «محاربة الإرهاب».
لقد أصبح حضورها في الساحل وغرب إفريقيا، لا يقل عن الحضور الفرنسي، إلا من حيث العدد، أما من حيث العدة فلا أحد يعلم بشكل مدقق عن ترسانة الوسائل التكنولوجية الحديثة لجمع المعلومات، غير أنها متطورة جدا.
الولايات المتحدة، مهتمة بإفريقيا، منذ سنة 2007، تاريخ إنشاء قاعدة «أفريكوم»، لم تعد رغبتها في تثبيت نفسها على الأرض بإنشاء قواعد عسكرية في شمال إفريقيا ومناطق أخرى تخفى على أحد.
وهاهي تنتقل من حالة الجاهزية القتالية التي شرعت فيها، العام الماضي، عندما أنشأت قاعدة للمارينز بإسبانيا للتدخل السريع في غرب إفريقيا، إلى المساهمة في الأعمال القتالية عبر الإسناد والدعم الاستخباراتي واللوجيستي.
ولم يأت إعلان أوباما، الأسبوع المنقضي، عن تشكيل قوة بـ300 جندي، وإرسالها إلى الكاميرون لمكافحة بوكو حرام، دون تحضير مسبق. فالرئيس النيجيري محمد بوهاري، اختار الولايات المتحدة في أول زيارة له، خارج البلاد بعد انتخابه، ومن ثمارها الأولى مشاركة أمريكية في الحرب على الإرهاب، ما يمهد لها الطريق إلى كسب مكانة أقوى من فرنسا في المنطقة ويفتح لها فرص تنمية دورها تدريجيا في إفريقيا.