الدبلوماسيـة.. احترافية وكفاح

نورالدين لعراجي
07 أكتوير 2015

لا شك أن المتتبع للجهود والمساعي الدولية، التي تعمل الجزائر على مرافقتها وتحقيق التوازن من خلالها، تحملت الدبلوماسية أعباءها وأوزارها، بما أنها الواجهة الحقيقية المخولة للتفاوض والتحكيم والتحادث والمساعي، ومتابعة الملفات الثقيلة بما تحمله الكلمة من ثقل سياسي ودولي.
على مر العقود أثبتت الدبلوماسية بأنها واجهة الوطن ومرآة العلاقات الخارجية للدولة، وراء كل الأحداث ذات الاهتمام المشترك، بداية من المنابر الأممية، في مناصرة قضايا التحرر في العالم، ثم الدفاع عن حقوق الشعوب المستضعفة تحت هيمنة الاستعمار، على رأسها القضيتين الفلسطينية والصحراوية، اللتين واكبتهما الجزائر منذ عقود من الزمن.
ففي كل مرة تسجل بريقها المعهود في المحافل الدولية، من خلال حنكة وفطنة واحترافية دبلوماسييها في التعامل مع القضايا المصيرية للشعوب الإفريقية منها والعربية، فالسجل الدبلوماسي الجزائري كفيل بأن يكون مفخرة الأجيال، فلا يوجد في العالم تضحيات قدمتها  هذه الأخيرة، وبقيت شاهدة إلى اليوم على أصحابها مثلما حدث لوزير الخارجية الجزائري محمد الصديق بن يحي الذي قدم نفسه في سبيل وضع حد للحرب القائمة بين العراق و إيران، فكان دمه قربانا لهذه المهنة النبيلة التي تقوم مقام المكافح بالكلمة والقلم.
يعود الثامن من أكتوبر ككل مرة، فاتحا صفحة جديدة وقفزة نوعية نقف أمامها متأملين ما قدمته سواعد صانعي مجد هذه المهنة النبيلة وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لمـّا تحمل أعباء وزارة الخارجية وهو شاب طافح يافع متمرس، يتقن فنون التحاور مع الآخر، كيف لا وهو صاحب الشأن في الدفاع عن مصير القضية الفلسطينية من منبر الأمم المتحدة ،أمام كبار العالم الذين استمالهم خطابه وحقق نصرا كبيرا لأم القضايا العربية.
وكان ساعتها نصرا للأمة العربية برمتها، وبقي على العهد ولم يهدأ له بال إلى أن حقق المصالحة الوطنية في دولة مالي التي كانت بداياتها من الجزائر تحت إشرافه ورعايته، فكانت مضربا للمثل ونموذجا أسمى لمصداقيتها، بعد عقود من الصراعات مخلفة الآلاف من القتلى والمشردين، نفس المصير عرفه الصراع الإثيوبي ـ الاريتري وتدخلت الدبلوماسية الجزائرية لتوقف مسلسل النزاع القائم بينهما منذ عقود، لتتمكن  في الأخير من إجلاس الطرفين إلى طاولة الحوار ، والأمثلة كثيرة لا يمكن حصرها في هذه الوقفة .
ما يمكن قوله أن الجزائر عادت إلى مجدها الدبلوماسي بمصداقية ومهنية وكفاح، حتى صارت محجا لكل الزعماء والرؤساء، يأخذون برأيها في كل القرارات المصيرية مهما كان نوعها، حاملين رؤية الجزائر محمل الجد والسداد. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024