يحتكر موضوع المدربين الواجهة في كل موسم كروي، لا سيما في بداية المغامرة أين لا تسير الأمور حسب المخطط الذي وضعه المسيرون .. فتبدأ حركة كبيرة للتقنيين لدى مختلف الأندية التي تسعى في كل مرة إلى جلب الأسماء “الرناّنة” لكبح غضب الأنصار أو إمكانية الاستفادة من خبرة هؤلاء التقنيين المعروفين “لربح الوقت” والعودة في المنافسة.
واتحاد العاصمة، ممثلنا في رابطة الأبطال الافريقية المدعو اليوم لكسب نتيجة ايجابية للوصول إلى النهائي، أنهى البطولة المحلية باضطراب كبير في النتائج ولعب من أجل تفادي السقوط، الأمر الذي دفع مسيريه إلى البحث عن مدرب “كبير” يمكنه تسيير الجانب الفني للفريق بحزم والسير به إلى أقصى نقطة في رابطة الأبطال .. أين بدأ مسلسل الصيف بأسماء عديدة .. لكن الأمور بقيت في نقطة المحادثات مع هؤلاء التقنيين، ما عدا اسم واحد لم يكن معروفا وهو حمدي ميلود، الذي تمّ تعيينه في منصب مساعد المدرب الرئيسي .. والأمر الوحيد الذي كان يعرب على هذا المدرب هو أنه عمل مساعدا للمدرب بلماضي.
وانتظر الكل، نعني أنصار الاتحاد منذ جوان الماضي الاسم الذي سيشرف على العارضة الفنية، وفي الوقت نفسه عمل حمدي باحترافية وبدون أي ضغط على تحضير الفريق لبداية مسيرة دور المجموعات لرابطة الأبطال .. أين بدأت النتائج “تفوق التوقّعات” وبأسلوب تسيير “بسيط” جعل اللاعبين يقدمون كل ما عندهم من امكانيات، أمام ذهول كل المتتبعين بنجاج “هذا المدرب المساعد” الذي بحنكته وطريقته في “عملية الاتصال” مع اللاعبين والاعلام اعطى المثال الواضح أن العمل وحده هو المؤدي إلى النتائج الكبيرة .. فمع مرور الوقت كسب حمدي نقاطا عديدة التي تجعله في رواق قدم به دروسا واضحة لمسيري الأندية على امكانيات بعض المدربين الذين يحتاجون فقط للثقة ومحيط مناسب لتقديم خدمات كبيرة لأنديتهم.
فرغم صعوبة المهمة وغياب التجربة في المغامرة القارية، إلا أن النتيجة كانت باهرة، أين يفتح حمدي صفحة جديدة للمدربين الشبان الذين بإمكانهم تقديم الكثير.