تحيي الجزائر اليوم العالمي للمسنين ... مناسبة أخرى نقف فيها أمام واقع هذه الشريحة المستضعفة من المجتمع التي أوصانا الله تعالى بإيلاء رعاية لها بالإنفاق عليها وتوفير كل الأجواء المناسبة لإحاطتها بالعطف والحنان.
إن المتأمل في واقعنا المعيش يلاحظ أن الكثير من المسنين يعيشون وضعا مزريا بسبب إهمال أبنائهم لهم الذين لا يولون أدنى اهتمام لمن كان سببا في وجودهم في هذه الحياة وأفنوا أعمارهم في تقويتهم ودعمهم في كل تفاصيل حياتهم منذ أول يوم من ولادتهم، وأدل على ذلك محاكمنا التي أضحت تفصل يوميا في قضايا يكون المتخاصمين فيها الأب أو الأم مع الأبناء والسبب الاستحواذ على أموال من أوصانا الله تعالى بالإنفاق عليهما كما فعلوا معهم في ريعان شبابهم حيث لم يدخروا جهدا من أجل تربيتهم ومرافقتهم في شق طريق المستقبل ... والاحسان إليهما وإحاطتهما بكل حب و عطف و حنان ....أو بسبب تقاسم الإرث الذي يصل الحد ببعضهم إلى الحجر عليهما لبلوغ الهدف المنشود أو ارتكاب جريمة قتل في حقهم في لحظة غضب للسبب ذاته ..
وأكثر من ذلك فقد بلغت الجرأة الى التخلي عنهم في دور العجزة التي خصّصتها الدولة في الأصل لمسنين ليس لديهم من يرعاهم ويتكفل بهم ...لكنها وللأسف تحولت إلى مركز إيواء لمن لديه أهل و أبناء من المفروض أن يبرّوهم في مثل هذه المرحلة المتقدمة من العمر وما تقتضيه من رعاية خاصة بالنظر إلى الوهن والضعف الذي يلحق بهم، ما يستدعي تدخل طرف ثالث و هم الأبناء الذين تقع عاتقهم مثل هذه المسؤولية ...