تتجه الأحزاب إلى تشكيل تحالفات جديدة لضخ دم جديد في الساحة السياسية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أقل من سنتين على الانتخابات التشريعية التي ستكون في ماي 2017 والتي ستكون مهمة جدا كونها ستعقب تعديل الدستور المنتظر قبل نهاية السنة.
وستكون كبرى التحالفات دون شك تلك التي يفكر فيها حزبا جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي لتحضير المرحلة المقبلة التي تتطلب مجهودات كبيرة وعملا مشتركا لمنح كل الدعم للحكومة، والانتقال للتوافق بين العمل البرلماني والسلطة التنفيذية للبحث عن التكامل وتفادي الصدمات والانتقادات الهدامة التي لن تنفع أحد.
ويسعى حزب جبهة التحرير الوطني إلى تشكيل جبهة موسعة تضم كل الفعاليات التي تساند رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وبرنامجه في سياق منح الدعم الكامل واستغلال كل الطاقات السياسية وجمعيات المجتمع المدني لتشكيل أغلبية تكون قيمة مضافة للاستقرار والاستمرارية، ومنه التمهيد لمختلف الاستحقاقات القادمة التي ستكون معيارا لنجاح التحالفات.
ويعمل حزب جبهة التحرير الوطني منذ مدة على الخروج من مشاكله الداخلية ومحاولة الانتقال للتعريف ببرنامجه للتأكيد على تجاوز الاضطرابات التي شهدها منذ أكثر من سنتين.
وبالمقابل دخل التجمع الوطني الديمقراطي في مرحلة التحضير للمرحلة المقبلة من خلال خطاب مرن للأمين العام بالنيابة أحمد أويحيي الذي شدّد على مناضليه تفادي الحروب الكلامية والإعلامية تحسبا لإعادة تشكيل الخارطة السياسية، والتفكير في ما ينتظر الجزائر بعيدا عن حروب الزعامة والمصالح الضيقة.
وأفصحت الندوة الصحفية الأخيرة للرجل الأول في الأرندي عن تمسك الحزب بسياسة التحالفات التي أتت ثمارها مع التحالف الرئاسي الذي لعب دورا كبيرا في الفترة الممتدة بعد 2004، وعليه فالتحولات التي تمر بها الجزائر والظروف الإقليمية والدولية تكون قد دفعت الأحزاب للتقارب لضمان أكبر قدر ممكن من التنسيق والتضامن لتجاوز المرحلة الحالية بسلام.
ويبقى تحالف أحزاب التيار الاسلامي بعيدا كل البعد عن التجسيد بسبب حروب الزعامة الخفية وغياب نقاط تقاطع في البرامج، وكذا رغبة البعض في الاكتفاء بتسويد الوضع وانتقاد السلطات لضمان مكانة في وسائل الإعلام وإيهام الرأي العام بوجود معارضة.
وتعامل أحزاب التيار الاسلامي مع خرجة مقري رئيس حركة «حمس» مع لقاء أحمد أويحيي تؤكد عقلية البعض الصلبة التي ترفض الحوار والتشاور من أجل المصلحة العليا، وتفضل لعب دور القاضي في الحياة السياسية وهو ما جعل محاولات التقارب بين التيارات الإسلامية بالصعبة والمستحيلة.