القدس ... القادم أسوأ إن لم تتحركـوا يا عرب

أمين بلعمري
20 سبتمبر 2015

إن الاعتداء الأخير لجيش الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى يثبت أن حكومة نتانياهو تمارس إرهاب دولة مؤسس يستهدف كل ماهو فلسطيني، فاعتداء جيش الاحتلال على مواطنين فلسطينيين عزّل اختاروا الرباط بالمسجد الأقصى لحمايته من اعتداءات ومؤامرات حكومة نتانياهو المتمردة على العالم بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية.
 يأتي ذلك في الوقت الذي تعيش فيه الدول العربية أوضاعا استثنائية حتمت عليها تغيير أولوياتها وجعلت التزامها يتراجع اتجاه هذه القضية المركزية التي طالما شكلت محور عمل مشترك لكل الدول العربية ووحدت مواقف وقرارات هذه الدول بل إن قضية فلسطين كانت دائما أحد المحاور الكبرى  لمنظومة الأمن القومي العربي وحاضرة في كل العقائد العسكرية  للجيوش العربية.
لابد من التذكير هنا أن حالة الترهل العام و مسار تفكيك الدولة الوطنية العربية الجاري قد استهل بحملات إعلامية مركزة خاضتها بكل أسف  قنوات عربية عالية الاحترافية  أوكلت إليها مهمة ضرب أسس هذه الدولة وذلك من خلال التشكيك في كل ما تراكم في مخيلة وإدراك المواطن العربي عن إنجازات هذه الدولة و التركيز فقط على الخيانات والمؤامرات والهزائم.
إن كل ذلك هو من عبّد الطريق أمام حصول أحداث  «الربيع العربي» المزعوم ليتضح  ـ بعد فوات الأوان ـ أنه لم يكن سوى خريف أتت أمطاره الطوفانية على الأخضر واليابس  وتوطئة لسايكس بيكو جديد يعيد تقسيم الدول العربية وفق منطق جديد يضمن امن إسرائيل التي ستصبح وفق هذا المشروع اكبر قوة بشرية وعسكرية في المنطقة ستجد نفسها محاطة بمجموعات بشرية فاقدة للتجانس والانسجام وتصبح هي المركز والعرب مجرد محيط دون أدني تأثير أو تهديد وهذا وفق النظرية الاقتصادية الشهيرة لسمير أمين ولكن ليس في جانبها الاقتصادي هذه المرة.
الأكيد أن ما يحدث في القدس يثبت أن الأمن القومي العربي أصبح مجرد شعار بل الأخطر من ذلك هو الانحراف الخطير الذي وقع حين أصبح هذا الأمن المشترك يفعّل لضرب دولة عربية لأنها أصبحت تشكل خطرا على أمن العرب  ويعطّل عندما يتعلق الأمر بردع الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين !!!.
إن كل هذا شجع نتانياهو على الاعتداء على القدس وقبله السفاح شارون وما هذه المناورات الصهيونية  إلا مجرد بالون اختبار وبداية لخطة هدفها وضع اليد على القدس وتحييدها نهائيا من نقاط المفاوضات لقطع كل أمل أو احتمال في أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية و هذا بطبيعة الحال إذا اكتفى العرب والمسلمين بعبارات التنديد والشجب وإسرائيل تدرك أنه مجرد نباح لن يوقف قافلتها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024