أصمتوا... الوطن أشرفكم

نورالدين لعراجي
16 سبتمبر 2015

 تتعالى بعض الأصوات النشاز من الحركى والمنبوذين في الأرض.. ممن باعوا عرضهم وشرفهم وتاريخهم.. بدراهم معدودات.. معتقدين أن التاريخ سينصف أفعالهم وأعمالهم ضد وطنهم.. الوطن الذي ولدوا تحت رايته وفطموا أسمائهم على ترابه.. فتراهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها يطالبون بحقهم في العودة إلى الأرض التي باعوا فيها بني جلدتهم... ووقفوا على جنباتها ضد المجاهدين الأشراف وضد أبناء الوطن الواحد.
الحركى والذين معهم ممن اختاروا فرنسا الاستعمارية.. على وطن المجاهدين والشهداء.. رحلوا ملومين مدحورين.. وفي قلوبهم حسرة كبيرة عن الوطن الذي باعوا أنفسهم ليس من أجله، ولكن من أجل أن ترضى عنهم إرادة الاستعمار... معتقدين أنها سوف تمنحهم صكوك الغفران.. وتغفر لهم زلاتهم التاريخية تجاه ماضيهم غير المشرف... الماضي الملطخ بالوشايات والتعذيب والتنكيل.. ضد أبناء الجزائر من الشهداء والمجاهدين.. بل لحقت بهم وصمة عار كبيرة لا يغفرها التاريخ، ولا تزول بالتقادم.. وستبقى تتجدد بين الأجيال.. جيلا بعد جيل.. إلى أن تصير عقيدة تتداول بين أبناء الوطنيين الأخيار والشرفاء.
ليس بالسهولة من مكان أن تزول جرائمهم ومشاريعهم الجهنمية.. وأساليب التعذيب التي تفننوا ومارسوها على أجساد الجزائريين في السجون والمعتقلات.
لا عجب أن تطل علينا بين الفينة والأخرى مطالبهم الوخيمة القذرة.. وكأنهم نسوا ما قاموا به من أفعال لن يغفرها التاريخ لهم.. ولن تمحوها الأرض لو كان باطنها دموعا وتشفعا.
بالأمس القريب حاولت بعض الهيئات والجمعيات الناشطة في حقل حقوق الإنسان، اللجوء للقضاء الفرنسي لكي ينصفهم، أو يشفع لهم لدى الجزائر المستقلة..  لكن هذه المحاولات كلها باءت بالفشل
وستظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها... لأنهم ضيعوا وطنهم وباعوا انتمائهم إليه بثمن بخس دراهم ونياشين لا  تسمن ولا تغن من جوع.. وستبقى تلك الخيانة جريمة، لا تموت بالتقادم.. مهما حاولوا... لا هم في الذاكرة التاريخية شرفاء.. ولا هم في صفحات الذاكرة الاستعمارية أسياد، جراء ما قاموا به.. بل هم كالأنذال.. بل أضل سبيلا.

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024