تأويلات

حمزة محصول
24 أوث 2015

اجتمعت الجامعة العربية، بحر الأسبوع الماضي، وفي جدول أعمالها نقطة واحدة، «مناقشة جرائم داعش في مدينة سرت الليبية»، أغلب الآراء مالت إلى الاعتقاد بأن الاجتماع سيتوج بقرار يقضي بتدخل عسكري عربي في هذه المدينة، وهناك أصوات عديدة تحمست لذلك، قبل أن يخلو البيان الختامي من أي بند ينص على تشكيل قوة مشتركة.
الغريب في الأمر، أنه حتى من كان يشكك في مصداقية جامعة الدول العربية وفي فعاليتها وقدرتها على التجاوب مع الأزمات العربية المستعصية، كان ينتظر صدور قرار يقضي بتدخل جوي لمحاربة تنظيم ما يسمى «داعش».لكن صوت الحكمة انتصر في النهاية بعدما دافعت دول من بينها الجزائر على دعم الحوار الليبي والابتعاد عن أي خطوة مسلحة.
فئة واسعة نسيت أو تناست، أن هذه الجامعة، ذهبت سنة 2011 ضحية ثقتها العمياء في مجلس الأمن الدولي حين أعطت له الضوء الأخضر للسماح للناتو بالتدخل في ليبيا، وما كان لذلك من نتائج كارثية وتداعيات على دول الجوار.
وتعترف الدول الغربية نفسها التي وقفت وراء ذلك التدخل بأنه قرار خاطئ، لما خلفه من نتائج كارثية وأوضاع مأساوية، وتتفق بالإجماع على أن الحل في ليبيا يكمن في الحوار السياسي ولا شيء غيره.
فهل ستؤدي ضربات قوات الجو لبعض الدول العربية، نحو أهداف محددة، إلى القضاء على التنظيم وإنقاذ المدينة منه؟ الجميع يعلم أنه من غير الممكن تحقيق ذلك، كيف لا، وقد فشل تحالف دولي واسع تقوده أمريكا، من الحد من خطورة هذا التنظيم في سوريا والعراق.
الحل في ليبيا، بيد الليبيين أنفسهم، ومن يريد مساعدتهم عليه بتقريب المواقف والتشجيع على توصلهم لاتفاق سياسي يضمن تشكل حكومة وحدة وطنية تكون نواة بناء مؤسسات الدولة، ومحاربة الإرهاب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024