موقف مبدئي...
تنشيط هياكل اتحاد المغرب العربي ليس بالأمر المستحيل على الصعيد السياسي.. وبقاء مؤسساته معطلة إلى اشعار آخر لا يخدم مستقبل أحد.. ومهما يكن فإن إرادة بناء هذا الصرح متوفرة وحاضرة لدى الجزائريين الذين أكدوا بأنه «خيار استراتيجي» لا يمكن التخلي عنه.
وهذه القناعة مافتئت تتبلور.. وتزداد نموا وتمسكا بها منذ أن سعى البعض إلى تجميده.. ورفض العمل وفق قرارات قممه المنعقدة عقد لقاء زوالدة.. وهذا في حد ذاته دليل قاطع على أن مسعى الجزائر ليس ظرفيا ولا يرتبط أبدا بالأمزجة وتغير الأحوال.. وإنما هو موقف ثابت وراسخ لا يتزعزع ولا يخضع لأي خلفيات أو تأويلات مغرضة.. هذا ما جلب لها كل هذا الاحترام الكبير.. والتقدير الجاد من قبل الدول المتابعة لهذا الشأن.
ولم تربط الجزائر في يوم من الأيام مواقفها المبدئية تجاه قضايا معينة بمسار تشييد المغرب العربي.. وإنما كانت تحدث ذلك الفرق بين التزاماتها الكبرى وبين علاقاتها مع الدول.. لذلك لم تقدم على الحاق الضرر بالآخر. بقدر ما حرصت على النظر إلى كل ملف وفق التصور الذي تراه مناسبا لذلك.. فلم تخلط بين قضية الصحراء الغربية.. وعلاقتها بدول أخرى.. انطلاقا من حكمتها المبنية على أن هذه المسألة مطروحة على مستوى الأمم المتحدة وصدر بشأنها من لوائح مرتبطة بالشرعية الدولية ارتباطا وثيقا.
والمسؤولية السياسية كل المسؤولية تقع على كاهل كل من سارع إلى اتخاذ القرارات الارتجالية والظرفية التي عادت عليه بالسلب.. وسعت إلى تجميد كل هياكل الاتحاد إلى غاية يومنا هذا.. كمحاولة لممارسة المزيد من الضغط على الآخرين قصد إجبارهم على ترك الملف الصحراوي.. بدليل أنه منذ منتصف التسعينات الجميع يحمل من أقدم على ذلك العمل تبعات ما وقع، على أنه قرار خاطىء تاريخيا.. لا علاقة بالرؤية السياسية السديدة.