قام مستوطنون يهود فجر أمس بإحراق منزل في قرية دوما جنوب نابلس ما أدى إلى وفاة رضيع لا يتجاوز سنه عام ونصف حرقا “علي دوابشة” وإصابة ثلاثة من أفراد عائلته ويعد ذلك عملا جبانا وإجراما بامتياز يقوم به اليهود عبر التاريخ فالحادثة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة .
بالأمس القريب قامت إسرائيل بفضائح يندى لها جبين الإنسانية في “صبرا وشتيلا” وحرب غزة التي راح ضحيتها المئات من الفلسطينيين جراء استبدادها وتسلطها أمام مرأى ومسمع العالم الذي لم يحرك ساكنا وبقي مكتفيا بالتنديد والشجب.
إن جرائم اليهود المغتصبين لأرض المقدسات فاقت جرائم زعيمي الفاشية والنازية (موسوليني وهتلر) باستهدافهم الرضع والقصر والشيوخ والنساء والتنكيل بهم متجردين من آدميتهم والقيام بجرائم ضد الإنسانية من خلال حروبهم .
وقد لاقى هذا الاعتداء ردود فعل من الداخل الفلسطيني منددة ومستنكرة حيث قال الناطق باسم حركة حماس “حسام بدران” أن الجريمة يتحمل مسؤوليتها قيادة الاحتلال التي تصدر أوامر وتحرض على قتل الفلسطينيين حتى وهم أطفال وهو ما يجعل جنود الاحتلال وضباطه أهدافا مشروعة للمقاومة حسبه.
من جهتها أكدت الرئاسة الفلسطينية أمس الجمعة أن جريمة قتل الرضيع ستكون في مقدمة الملفات التي ستقدم إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة كل من شارك فيها وأنه لم يعد مقبولا كما جاء على لسان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية “نبيل أبو ردينة” الإدانة اللفظية لهذه الجرائم من قبل المجتمع الدولي والمطلوب خطوات عملية تؤدي إلى محاسبة ومعاقبة المجرمين وإنهاء الاحتلال مبينا أن الجريمة ما كانت لتحدث لولا إصرار الحكومة الإسرائيلية على الاستمرار بالاستيطان وحماية المستوطنين .
أما حركة التحرير الفلسطينية (فتح) فقد قالت أمس الجمعة أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومحكمة الجنايات أمام اختبار حقيقي فإما الانحياز للحق والعدل أو الانحياز للإرهاب والصمت على الجرائم كما عودنا على ذلك فأين هي حقوق الطفل وحقوق الأمومة ؟ وأين هي حقوق الإنسان ؟ أم أن المقصود بالإنسان هو الإنسان الغربي والأوروبي وليس العربي أوالإفريقي ؟ .
لقد حمل الناطق الرسمي باسم الحركة “أحمد عساف” مسؤولية الجريمة للحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو الذي أعلن أول أمس عن تمسكه بالاستيطان والمستوطنين وحمايته لهم ومع ذلك يعترف بأن قتل طفل رضيع عمل إرهابي زاعما أن حكومته تعارض هذه الأعمال وأنه طلب من الجهات الأمنية العمل بكل الوسائل المتاحة لها لإلقاء القبض على القتلة وتقديمهم للمحاكمة سريعا وهي تصريحات تتنافى وسلوكيات الجنود والمستوطنين الاسرائيليين فأيهم نصدق الواقع كما هو على الأرض ؟ أم الواقع كما يريد ه المسؤولون الاسرائيليون أن يسوقوه؟