لا خـوف عليهــم ولا هم يحــزنون...

أمين بلعمري
29 جويلية 2015

أصبح من نافل القول اعتبار القضية الصحراوية آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية، بل قل إنها أصبحت تشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، الذي لايزال يتفرّج على مآسي الشعب الصحراوي في زمن التبجح بالحريات وحقوق الإنسان، وما لذّ

وطاب من الشعارات الرنانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولم تغير شيئا من الواقع المر للشعب الصحراوي، الذي أبدى رباطة جأش قلّ نظيرها لأنه لم يتحد الاحتلال المغربي فقط بل كل المنظومة الدولية التي أصبحت تكرّس الظلم وتشجع الظالمين على اضطهاد الشعوب من اجل الاستمرار في سلب خيراتها
ومقدراتها كما تفعل الكثير من الدول بتواطئها مع الاحتلال المغربي ــ للحصول على ما لا تستحق من الذي لا يملك ــ وهذا رغم أن التشريعات الدولية واضحة في هذا الشأن، حيث إنها تحرّم وتجرّم استغلال الموارد الطبيعية المتواجدة بالأقاليم المعنية بتصفية الاستعمار كما هو وضع الأراضي الصحراوية المدرجة ضمن هذه الأقاليم من قبل الأمم المتحدة.
إنّ القضية الصّحراوية تستمدّ قوتها وصمودها من عدالتها وإخلاص شعبها، الذي لم يبدّل تبديلا وظل على درب النضال وسيظل حتى النصر القريب إن شاء الله، وهذا هو سرّ استمرار الوهج الثوري الصحراوي الذي لم يستسلم ولم يسلّم رغم المؤامرات التي تحاك ضده، ورغم خيبات الأمل المتتالية في المجتمع الدولي وفي هيئة الأمم المتحدة التي لم تنصفه، وستبقى هذه القضية تشكّل بقعة سوداء في تاريخ هذه المنظمة، التي يبدو أنها أصبحت تشتغل بآليات تجاوزها الزمن وتحتاج بالفعل إلى إصلاح عميق يمكّنها من أداء المهمة الرئيسية التي أنشأت من أجلها،وهي حماية الشعوب المستضعفة.
الأكيد أنّ رؤية مناضلين في ريعان الشباب يحملون مشعل النضال الصحراوي، ويقفون جنبا إلى جنب مع الرعيل الأول من المجاهدين الصحراويين، يؤكد أن هذا الشعب لا خوف عليه، وأن لنضاله أرضية صلبة تتمثل في هويته وانتمائه الموغل في التاريخ، لذا فإنّ هذا الشعب يستحق كل الاحترام
والتقدير لأنه يريد أن يحقّق ذاته على أراضيه المستقلة، ويأبى أن يكون تابعا أو خاضعا يعلن تمرده كل أشكال الوصاية، ولا يقبل بديلا عن اختياره السيد لمصيره شأنه شأن كل شعوب العالم، وهو بهذا لا يطالب بأكثر من حق تكفله له التّشريعات والقوانين الدّولية.

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024