خذوا أبواقكم وارحلوا....

نور الدين لعراجي
12 جويلية 2015

مرة أخرى يقدم أبناء الشعب الجزائري درسا في الوحدة والتآزر، مصحوبا بالقول والفعل معا، درسا قوامه الوحدة، ووقفة رجل واحد، تجاه كل المؤامرات والمحاولات الدنيئة التي تحاول أبواق المرتزقة توظيفها، لتأجيج فتنة بين أبناء الوطن الواحد، عن طريق قنوات تحرض، وإعلام أجنبي يتكالب بدافع الحماية، وآليات تحرف الأحداث من إطارها العادي وتحولها إلى صراعات طائفية أثنية مذهبية، وأشياء أخرى لا وجود لها في الواقع وما أنزل الله بها من سلطان.
 إن الهبة التي أقدم عليها الجزائريون من تاء تبسة إلى تاء تلمسان ومن تاء تمنراست إلى تاء تيزي وزو، جديرة بالتنويه والفخر، لأنها تعكس تلك القيم المثلى التي يحملها الجزائري في قلبه اتجاه وطنه وأبناء بلده، رغم بعض الاختلافات السطحية إلا أنها في الجوهر لا تعني تفرقا، فمنطق الجزائر لا يختلف عليه اثنان.
إذن هي ردة فعل للقاصي والداني ولكل من تسول له نفسه زرع التفرقة بين أحفاد بن مهيدي وبن بولعيد وعميروش، هي وقفة تذكرنا بالأمس القريب حينما احتمى الشعب بثورته مانحا إياها الحماية ونصرها في السراء والضراء.وهاهم يطالبون بمعاقبة من كان سببا في تأجيج الخلاف وتحويله إلى مشادات، سقط خلالها أبرياء، رحلوا في غرة الشهر الفضيل.
إن التوظيف المسموم الذي اعتمدته بعض وسائل الإعلام الأجنبية هو نابع من حقد دفين، ونية خبيثة يتربصون من خلالها عورات الأوطان، لكي ينفذوا عن طريقها بأجنداتهم وأساليبهم المعروفة والمعهودة. مثلما هو جار في باقي أقطارنا العربية التي أصابتها سهام الفرقة والانقسام.
خذوا أبواقكم وارحلوا .. الجزائر أكبر من مسرحيات الفشل التي أخرجتموها، الوطن أكبر من أي عرض لا يسمن ولا يغني من جوع، الجزائر لا تسعها كل مساحات العالم لو اجتمعت أمامه لتكون خشبة. خذوا أبواقكم .. أحلامكم.. أحقادكم.. أزلامكم.. شياطينكم وارحلوا .
هذا الشعب لا يقهر ولا يساوم فاحذروا، هو شعب مرجعيته ثورة نوفمبر، تاريخه حافل بالتضحيات وبقوافل الشهداء، شعاره الجزائر واحدة، الوطن خط أحمر.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024