الجزائريون يسقطون دعاة الفتنة والطائفية

حكيم بوغرارة
12 جويلية 2015

رد الجزائريون بطريقة عفوية على أزمة غرداية، مؤكدين بأن الجزائر واحدة ولا وجود لمشاكل الطائفية والأقليات وهذا من خلال التقاطع في الحديث عن ضرورة وقف العنف ومحاسبة المتسببين في المجزرة التي راح ضحيتها أبرياء مع متابعة الإجراءات المتخذة من قبل أعلى السلطات في البلاد، واستعمال سيف الحجاج مع كل من تسول له نفسه اللعب باستقرار وأمن الجزائر.
وكانت هبة الشعب الجزائري بكل فئاته ومن مختلف مناطق الوطن أكبر رد على من حاول اختبار وحدة الجزائريين ووعيهم بمختلف المؤامرات التي تحاك ضد تماسكهم خاصة في الأوقات العصيبة.
ويعتقد كثير من الذين يبنون تقاريرهم على بعض وسائل الإعلام الجزائرية وبعض الخربشات التي مصدرها التمثيليات الدبلوماسية في الجزائر، حيث تحاول كتابة تقارير عن إمكانية ضرب الجزائر من خلال استهداف مناطق معينة على غرار ما حدث في منطقة القبائل أو احتجاجات عين صالح أو ما حدث في غرداية مؤخرا، هو ما جعل فرضية اليد الأجنبية تصعد للسطح ولم تعد مخفية على أحد.
وما يعزز فرضية التواطؤ الأجنبي هو تحرك العديد من الفضائيات الغربية لمنح أحداث غرداية أبعادا غريبة واستضافت عددا من الأقلام المأجورة للحديث عن فتنة طائفية ومشاكل أقليات في الجزائر للتأثير على الرأي العام الوطني ومحاولة جر مناطق أخرى من الوطن للاحتجاج والعصيان.
وتبقى مواقف الجزائر وسياستها الخارجية مصدرا أحرج الكثير من الدول التي تتاجر بدماء الشعوب، وتحاول إرضاء الغرب بالأموال وصفقات السلاح العملاقة، وهي الاستراتيجيات التي باتت واضحة للعيان ولم تعد تخيف أحدا.
وانخرطت الصحافة إيجابيا في عملية درء الفتنة بغرداية من خلال تقاطع العناوين في الصفحات الأولى وكذا اتحاد نشرات الأخبار على جملة واحدة وهي «الفتنة نائمة .... لعن الله من أيقظها» وهو ما زاد من التماسك والتضامن الوطني حيث تم غلق الأبواب أمام الإثارة والترويج لأفكار وآراء المتربصين بالجزائر .
والحمد لله أن تحركت العاصمة ووهران والأوراس منذ اللحظات الأولى للاعتداء السافر الذي تعرضت له غرداية، وانتشرت عبر مساحات التواصل الاجتماعي حملات تأييد لسكان غرداية واستنكار للاعتداءات الجبانة التي تعرضت لها المنطقة،وحتى التغطيات الإعلامية للحدث كانت بطريقة احترافية وهو ما يؤكد غيرة السلطة الرابعة على الوطن، كما أن نقل ما جرى بالتفصيل لاجتماع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مع كبار المسؤولين وإصداره لتوجيهات صارمة لوقف الفوضى هناك وتم إتباع تلك الإجراءات بإنزال سياسي كبير تمكن من جمع الشمل والاتفاق على خطة لعدم تكرار ما حدث.
وسيكون تحرك جهاز القضاء عاملا ايجابيا لتطبيق القانون وحماية الحريات واستتباب الأمن وإحالة المتسببين في الفوضى على العدالة لنيل حقهم كما أن التحقيقات ستفتح تباعا حتى يتم غلق الملف نهائيا.
لقد تعلم الجزائريون كثيرا من العشرية الدموية، حيث كان العالم كله يتفرج على قتل الجزائريين والتنكيل بجثثهم، كما أن ما يحدث في مصر وليبيا وتونس واليمن وسوريا كفيل بأن يجعلنا نفكر ألف تفكير قبل اتخاذ أي قرار لأن الجزائر مازالت سيدة أمام التقارير المغلوطة ومحاولة تسويد كل الإصلاحات التي باشرتها الجزائر منذ سنوات فقط من أجل زرع الفتنة والبلبلة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024