غرداية نموذج للتعايش

جمال أوكيلي
10 جويلية 2015

حزم صارم تجاه ما حدث في غرداية أبدته السلطات العمومية لإستعادة زمام المبادرة في التكفل بالوضع الأمني وفق ما تم إقراره في الاجتماع الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية وما تبعه من تكليف الوزير الأول بالسهر رفقة وزير العدل حافظ الأختام على أن تسعى النيابة العامة بسرعة وبعزم للتصدي لكل خروقات القانون لا سيما المساس بأمن الأشخاص والممتلكات.
وفي ظرف قياسي تحركت كل الجهات المسؤولة باتجاه تطبيق هذه الإجراءات الرامية في الأساس إلى إستعادة الأمن إلى ربوع الولاية مهما كان الأمر وهذا بعمل ميداني فعال توجه إلى ملاحقة كل الأفراد الذين تسببوا في هذه المأساة.. وتقديمهم إلى العدالة زيادة على الشروع في عمل دقيق أدى إلى إكتشاف وضبط تشكيل إجرامي خطير، وحجز قطع أسلحة بيضاء والزجاجات الحارقة وغيرها.
هذا التشديد في التدابير الأمنية ضروري في هكذا سياق يتميز بمحاولات البعض إغراق الولاية في مزيد من سفك الدماء، وتحويلها إلى حلبة للصراعات العقائدية والنزاعات الإثنية متناسين أن غرداية كانت دائما نموذجا قائما بذاته بخصوص التعايش مهما كانت مشارب البعض احتضنت كل الحساسيات لهدف سام ألا وهو القبول بالآخر والترحاب به، وهذه المرجعية في التعالي عن الحزازات تركت هذه المنطقة الأكثر إحتراما وتقديرا لدى الجزائريين.
وقد يخطئ من يعتقد بأن هناك حالة طائفية مثلما تتداوله بعض الأوساط في الخارج، هذا غير صحيح بتاتا ومجرد محاولة يائسة لتأجيج هذا الأمر وإعطاء انطباع آخر، بدليل أنه في كل مرة تلتقي مكونات هذه الولاية دون أي مشكل غير أن الطرف الثالث الذي يعمل في الخفاء هو الذي أوصل المنطقة إلى هذا المآل الصعب كقتل الناس، وحرق أملاكهم.
والسلطات العمومية انطلاقا من هذه المعاينة حرصت على التواجد بكل هذه القوة في الولاية، وبالسرعة المطلوبة لكسر شوكة هؤلاء المتربصين بأمن المنطقة وقطع عليهم الطريق وهي رسالة واضحة المعالم.. على أنه لن يسمح من الآن فصاعدا العبث باستقرار الولاية أو الاعتداء على أهلها.. وقد يكون هؤلاء قد فهموا مضمون هذه الدعوة في إطار القانون وسيدفعون ثمن ما اقترفوه من جرائم ضد السكان.
هذه الحلول المعلن عنها من خلال قدرتها الميدانية على إسترجاع الأمن والحياة الطبيعية تسعى إلى أن لا تتكرر مثل هذه الأحداث المأساوية وستكون بالمرصاد لكل من يعتقد بأنه قادر على ضرب هدوء المنطقة، أو إدخال الخوف لدى سكانها هذا لن يحدث في المستقبل مع كل ما وقع للأسف.. ويفهم البعض ممن اعتادوا على مثل هذه الأفعال أن هناك خطوطا لا يمكن تجاوزها.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024