تسارعت الأحداث بولاية غرداية بشكل مفاجىء متسببة في مأساة حقيقية. جراء الوفيات التي خلفتها والتي بلغت رقما لا يمكن القبول به أبدا كونه تجاوز الخطوط الحمراء.. في اعتداءات على الأشخاص والأملاك.
ولا يسعنا في هذا المقام.. الا أن نتساءل عن الفائدة من وراء زهق الأرواح بهذه الطريقة البشعة المتمثلة في إطلاق مقذوفات على العائلات الآمنة.. وإشعال فتيل الفتنة بين أبناء المنطقة.. فالذين أقلقهم استتباب الأمن في ربوع الولاية هم الذين حركوا الوضع بهذه الطريقة التي أثارت استغراب الجميع.. لا أحد كان يتوقع أن يصل عدد القتلى إلى هذا السقف المخيف.
هذه الحالة الأمنية يجب أن تختفي آجلا أوعاجلا ويعود السلم إلى المنطقة وهي قناعة عميقة لدى كل الجزائريين الذين يحبون غرداية مهما كانت الانتماءات العقائدية.
وعليه لابد أن تعود الحكمة والتعقل لتحل محل هذا الاندفاع العامر والحماس الفياض الذي قد يؤدي إلى ما تحمد عقباه.. وهذا بأن يوضع فورا حد لهذا التطاحن من أجل أهداف لا تخدم أي «غرداوي» مهما كان.. والتحلي بتلك الصفات المذكورة آنفا يعني أن على المرء أن يتخلص من الحقد وكره الآخر وحتى رفضه أحيانا.. نعتقد بأن هذه الصفات والأحكام المسبقة يتطلب الأمر التخلص منها.. ومحوها نهائيا من ذاكرة البعض والبعض الآخر.. وإن كان الأمر يبدو صعبا إلا أن ما تخلفه الأحداث يدفع بهؤلاء إلى الإسراع من أجل التوقيع على تعهدات تنص على ضرورة توقيف الاعتداءات والكف عن قتل الناس هكذا دون أي سبب.. لأن السلطات العمومية التي تتفهم جيدا طبيعة المنطقة وسكانها من شيوخ أجلاء وما يتمتعون به من راجحة العقل.. ترفض أن يواصل هؤلاء الذين أيقضوا هذه الفتنة قتل الناس والأكثر من هذا ضرب استقرار المنطقة.