الظرف الذي تمر به مدينة غرداية المسالمة ، يجعلنا نطرح تساؤلات عديدة و مباشرة حول من المستفيد من الأحداث ؟ مالذي يدور في دواليب زارعي الفتنة ؟ لماذا يعكر صفاء مدينة تاريخية من عبق التاريخ ؟ إلى متى والأزمة المفتعلة تحرق أبناءنا وإخوتنا في واد ميزاب ؟ مالهدف من زرع هذه الطائفية التي فشلت فرنسا الاستعمارية في توظيفها طيلة قرن ونيف من الزمن ؟ إلى متى ومقابرنا تجر نحوها قوافل من الضحايا والأبرياء في موجات عنف لا سمن لهم فيها ولا رغيف ؟
كيف يعقل أن تجر الفتنة إلى أبوابها أبناء الوطن الواحد، وهم أبناء جيل الاستقلال الذي نحتفل بغرته اليوم، نترحم على شهداء الوطن ونرفع جثامين موتانا الأبرياء إلى مقابر أرادها المرتزقة والخونة ومتربصو الوطن مسرحا لهم، ينهمون من أحداثه، وخيراته،جاعلين حقدهم وغلهم غذاء للفتن وزعزعة البلاد .
إن ما يحدث اليوم من تجاوزات وخروقات كالذي يضيف الزيت للنار ويقول لها لا تشتعلي وكيف لا تشتعل الفتنة والمنبوذون في الأرض يحاولون إيقاضها في كل مرة تظهر فيها بوادر انفراج للأزمة، جاعلين من الطائفية ذريعة قصد التفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وهم الذين تعايشوا مع بعضهم منذ قرون خلت .
إن الظرف الذي تمر به الجزائر اليوم لا تحسد عليه ، أمام تكالب بعض الأطراف الغربية التي تحاول بشتى الطرق إيهام الآخر ، على أنها حريصة على احترام حقوق الانسان وحرية التعبير .في المقابل إن كل الشعارات التي تعرضها مداسة عندها وتحاول حشو نفسها في أشياء هي في غنى عنها .
وعليه يجب على إخوتنا هناك زرع بوادر الرحمة والأخوة بين أبناء المنطقة الواحدة ونحن في شهر الصيام، مع تفويت فرصة الحقد والكراهية لأننا جميعا أبناء وطن واحد لا فرق يقسم وحدتنا مهما كان .
تعالوا يا أبناء غرداية وادخلوا في السلم كافة وكونوا على كلمة سواء، أن لا يتعرض أحدكم للآخر ، دماؤكم حرام، لا يغتب بعضكم بعضا وارفعوا شعار السلام
الجزائر تتسع لكل أبناءها ، يبنيها الجميع يحررها الجميع .