ميهوبي وثقافة الجزائر العميقة

نور الدين لعراجي
21 ماي 2015

خلال عملية استلام مهامه وزيرا للثقافة عزا لدين ميهوبي، حرص في أول خرجة إعلامية له،  على رأس القطاع الثقافي في الجزائر، أن يكون من الأولويات التي يجب مراعاتها والتعامل معها مستقبلا، من خلال برنامج العمل والإستراتيجية المقبلة، هو كيفية الوصول إلى أقصى المناطق العميقة من الوطن، تلك الاقاصي  التي تزخر بالطاقات الإبداعية والفكرية في شتى أوجه الثقافة، من الأدب والمسرح والسينما والفن التشكيلي وغيرها من الفنون التي تتواجد هناك، لكنها غير مستغلة، وبقيت هناك مهمشة، بعيدة عن الأضواء والإعلام، بالتالي هي فرصة القطاع للأخذ بهذه الفئات نحو الرفع من قيمتها الفكرية والإبداعية.
اعتبارات عديدة جعلت الوزير يشيد بهذا الدور الفعال الذي يقدمه أبناء الوطن الواحد من مجهودات، يصنعون التميز والاستحواذ عن أكبر قدر من الاهتمام داخل الوطن وخارجه، انطلاقا من القناعات التي يحملها الوزير الشاعر تجاه هذه الطاقات الإبداعية التي يزخر بها الوطن، من خلال ما حققته من جوائز وطنية وعربية، سواء في الرواية والقصة والشعر أو حتى في المسرح من خلال النصوص التي لاقت استحسان الكثيرين، لكنها ظلت غائبة عن المشهد الثقافي الجزائري لاعتبارات كثيرة من بينها فقدان الصلة بينها وبين القطاع، أو ربما أن الإعلام الجواري لم يكن حافزا في نقل هذه الانشغالات ودعمها ثم إخراجها من العزلة والتهميش نحو الظهور والتألق، بالتالي فإن رؤية الوزير جاءت من هذه الزاوية، حتى يتمكن أبناء الجزائر العميقة من إبراز طاقاتهم الفكرية والإبداعية.
إن الاهتمام بهم ومنحهم القدر الأكبر الذي يستحقونه، من خلال أعمالهم وإبداعاتهم التي وصلت ربوع العالم العربي، لكنها مازالت مغمورة في مواطنها العميقة  تراوح مكانها في انتظار من يمدد لها المساعدة والرعاية والتكفل، الأحرى هنا بوزارة الثقافة أن تحتضن هذه الطاقات الإبداعية وترعاها ومن هنا  جاء حرص الوزير ميهوبي في أن يجعل هذا الاهتمام من الأولويات ضمن سياسته الثقافية.
صحيح يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر، لكن هذا التواجد يجب أيضا أن نهتم بشأنه، حتى يبرز أكثر ويجد مكانته المستحقة، هذا الاهتمام من شأنه أن يمنح الاضافة المستحقة لهؤلاء المبدعين، حتى تسمو وتعلو أعمالهم أكبر وأكثر.
عرفنا التاريخ أن كل الأسماء التي صنعت مجدها وأكدت تواجدها، هم أبناء المدن العميقة من خلال كل الحقب وأن العظماء والأسماء الكبيرة الفاعلة في  الواجهة  التي كانت بالأمس هي نفسها اليوم ومخطئ من يعتقد أن المدينة هي صاحبة الفضل، بل أن المنبت الأول هو الحضن والمنطلق وهو مصدر الإبداع، ولنا في الأسماء الكبيرة والتي وصل صيتها العالم  سواء في الجزائر أو في مصر أو لبنان أو غيرها، كلهم كانوا أبناء الريف والقرى البعيدة عن ضوضاء المدينة وزحمتها، هي الأمثلة كثيرة وعديدة في مجالات الأدب والفن التشكيلي والمسرح والترجمة وغيرها من الفنون الأخرى فما هي الآليات التي يراها الوزير كفيلة، بأن تأخذ بأيدي هؤلاء نحو التألق و تمنحهم الرعاية والاهتمام  التي يستحقونها.  

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024