أيام جميلة يعيشها المسرح الجزائري مؤخرا، فعلى اليمين أيام مسرحية جامعية بسطيف، وعلى الشمال اقتراب انطلاق مهرجان المسرح المحترف في عامه العاشر بالعاصمة، وبين هذا وذاك، المهرجان الوطني للمسرح الجامعي، الذي جعلت منه قسنطينة مهرجانا عربيا دوليا، شارك فيه فنانون جامعيون من 14 دولة عربية.
وعن هذا الأخير، أي المسرح الجامعي، سنتحدث: إن للمسرح خصائص توعوية ضاربة في أعماق جذور هذا الفن، إذا جُمعت مع رقي الجامعة الفكري والمعرفي، صارت أداة بناء وتشييد للشخصية المواطنية، لا يضاهيها في ذلك قطاع من القطاعات.
لعلنا لا نفشي سرّا حين نقول: إن الجامعة أكثر الترب تهيّؤا وتقبّلا للمغزى العميق للمسرح، وهو بناء الفرد وتثقيفه وتسييسه، فالأصل في الجامعي أن يكون ملتزما، متنوّرا، وأكثر تقبلا لفهم هذا الفن وتبنّيه. هذه الخاصية وتلك تعدّ من ركائز بناء الفرد المواطن، لأن المواطنة بدون وعي للواقع المعيش، والرهانات المستقبلية، تعتبر ناقصة الاكتمال، حتى لا نقول إنها منعدمة.
هذا الجمع بين طاقتين معرفيتين هائلتين، المسرح كفنّ، والجامعة كتربة نزرع فيها هذا الفن، كفيل بتحقيق إحدى ركائز النهضة التي تحدث عنها بن نبي، وهو الإنسان. لذلك وجب تشجيع هذا الالتحام المفيد، ولذلك وجب العمل على نشره أكثر فأكثر، وليست الطاقات ــ بشرية وفكرية وإبداعية ومادية ــ ما ينقصنا، بل القليل من الصبر، والكثير من الالتزام، والإيمان بقدرة جامعاتنا على إنتاج إنسانٍ واعٍ، صالحٍ، منتجٍ، مبدعٍ، ولم لا.. فنانٍ صانعٍ للجمال على خشبة المسرح.
المسرح.. الجامعـــة والمواطنـة
بقلم: أسامة إفراح
19
ماي
2015
شوهد:536 مرة