اليقظة القبلية

جمال أوكيلي
17 ماي 2015

ما هي الإجراءات الوقائية التي تحضّر لها البلديات لتفادي ظهور البعض من الحالات النّاجمة عن عدم تنظيف أماكن رمي النّفايات  والأودية، ونقاط مياه الصّرف الصحي، خاصة التي لا تتوفّر على القنوات؟ كلّما اقترب فصل الصيف يبدى الكثير من المواطنين قلقهم خوفا من وجود بؤر قد تؤدي إلى إلحاق الضرر بالإنسان ومحيطه، وإصابة البعض بسبب بقاء تلك الفضاءات بدون مراقبة، ومع الحرارة الشّديدة فإنّ ذلك التّفاعل يخلّف أوضاعا خطيرة.
ونسجّل في هذا الإطار الكثير من الأحياء التي تعاني من هذه الظّواهر السّلبية دون أن يتحرّك القاطنون في العمارات التي امتلأت أقبيتها بالسّوائل المستعملة تحوّلت إلى بحيرات تحت هذه البنايات، ناهيك عن تكدّس الفضلات المنزلية في كل النّواحي. هي مشاهد يندى لها الجبين، وتعبّر عن انعدام حدّ أدنى من الحسّ المدني، والشّعور بالمسؤولية تجاه الإطار الذي تعيش فيه هذه العائلات.
هذه يوميات الذين يمرّون صباحا مساءً على وضع غير مقبول من الجانب الصحي، وكأنّ الأمر لا يعنيهم أبدا ممّا يؤسف له حقّا إلى درجة التّساؤل عمّا يحدث في هذه الأحياء!؟
وبالرّغم من وجود ما يسمى بلجان الأحياء والجمعيات إلاّ أنّ ما يلاحظ في الواقع يشير صراحة وبوضوح إلى غياب ذلك التّواصل بين الجماعات المحلية وهؤلاء، فيما يتعلّق بكيفية التّنسيق في الأعمال التي تتطلّب الحضور في الميدان بعيدا عن المكاتب، وهذا للأسف ما لا نقف عليه في الكثير من المجالس الشّعبية المنتخبة، هذه الأخيرة تدفع بالمواطن إلى أن يكون مسؤولا على الفضاء الذي يعيش فيه، وأن لا يترك الأمور تذهب إلى ما لا يرغب فيه، في حين أنّ السكان يطالبون من البلدية أن تتحرّك بفعالية لإزالة كل تلك المظاهر السّلبية.
ونعتقد أنّ الأمر لا يتعلق بتشخيص مثل هذه العلاقة، بل أن مهمّة البلدية أكبر من ذلك بكثير، وهذا بافتكاك المبادرة في الميدان والعمل وفق المهام المخوّلة لها في مثل هذه الحالات كالتدخل المباشر من أجل مطالبة مصالح الصحة والنظافة والوقاية بأن يستعدّوا لمواجهة الحالات التي قد تنجرّ عن المياه المستعملة أو تدهور القنوات، أو الرّمي العشوائي للسّوائل وغيرها المسبّبة لأمراض ناجمة عن الحرارة.
وعليه فإنّ قاعدة الوقاية خير العلاج، يجب أن تدخل أبجديات عمل البلديات، وأن تكون شعار كل المصالح، وهذا بالتحرك الاستباقي نحو الميدان لتنظيف ما يتطلّب تنظيفه في وقت قياسي، حتى لا تتعقّد الأمور أكثر فأكثر كظهور البعوض، الصّراصير والحشرات السّامة، التي تسبّب متاعب للعائلات عندما تدخل البيوت.
ونأسف لعدم وجود إرادة لدى البعض من البلديات التي لم تحضّر أي شيء للصّيف القادم، وخطأ لا يغتفر تتحمّل مسؤوليته في حالة حدوث ـ لا قدّر الله ـ أي حادث على مستواها، فلا يعقل أن يعمل البعض بذهنية “أحييني ليوم واقتلني غدوة”، هذا الأمر لا يمكن أن يسود المرفق العمومي المطلوب منه خدمة المواطن قبل أي شيء وحماية محيطه.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024