الوزير الشاعر

لاشك أن الكثير من المهتمين بحقل الثقافة والإعلام من النخبة والمثقفين، رجالات الأدب والفكر سيباركون هذا المجيء للشاعر الوزير عز الدين ميهوبي على هضبة العناصر، المبنى الذي يعني الكثير بالنسبة للوطن ومثقفيه، الوزارة التي تداولت على تسييرها العديد من الوجوه والشخصيات، لم تحمل هموم الثقافة وتأملات المثقفين كما كان يفترض أن يتم، فكانت الحصيلة بعد كل عهدة لا تفتح الشهية على صناعة مشهد ثقافي يساهم في التنمية السياسية للوطن، هنا لا يمكن الحديث عن بعض الاهتمامات التي حرص بعضهم على تجسيدها من خلال التأسيس إلى بعض المشاريع أو المهرجانات التي تنتهي فور اختتام صخبها، قطاع الثقافة هو الوجه الذي يملك تأهلنا وتمثيلنا في المنابر العربية والدولية، باعتبارها حاملة رسالة مجتمع له موروث ثقافي ورصيد حضاري من شأنه أن يكون واجهة الوطن وهو حامل لرسالة المجتمع.
قدوم الشاعر والكاتب عز الدين ميهوبي على رأس الثقافة من شأنه أن يدفع عجلة التنمية القطاعية نحو الأمام انطلاقا من التجربة التي يحظى بها في الميدان باعتباره أديبا وكاتبا ومثقفا متعدد المواهب من مخرج للعديد من الأوبيرات وسيناريست، العديد من الأعمال الروائية التي حولت إلى أفلام ومسرحيات، تقلد العديد من المناصب في الصحافة والإعلام إلى أخر منصب في مهنة المتاعب ككاتب دولة مكلف بالإتصال، إلى جانب تقلده مسؤوليات سيادية في الإذاعة والتلفزيون، مديرا عاما للمكتبة الوطنية التي انتقل بعدها إلى مهمة قيادة المجلس الأعلى للغة العربية،هذا ناهيك على أنه كان دائم الحضور في المواعيد الثقافية التي تبادر بها الوزارة، أو تلك التي كانت تقام في الجزائر وفي غيرها من المدن الداخلية، أخرها مهمة تكليفه في عهد الوزيرة نادية لعبيدي سفيرا لقسنطينة عاصمة الثقافة العربية لدعوتهم حضور الفعاليات التي تقام على مدار السنة.
الوزير الجديد، القادم إلى قطاع الثقافة يعرف خفاياه جيدا، مما يؤهله أن يضع اليد على الجرح النازف قصد معالجته ومنحه خارطة طريق تمكنه أن يكون حاميا للثقافة من الجمود والركاكة والسلوكيات الطائشة التي تمارس باسم الثقافة ، وبالتالي فإن المواعيد التي تنتظره مهمة جدا مهرجان الفيلم العربي، قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، قانون الكتاب، المشهد الثقافي برمته.
فهل سيكون وزيرنا الشاعر خريج المدرسة العليا للإدارة عز الدين ميهوبي قادرا على إعادة بعث هذا القطاع، من جديد ودفعه نحو التجدد والتعدد؟؟