كثيرا ما تطرح الأسئلة وتجول الاستفهامات كلما تعلق الأمر بنتائج التتويج بالجوائز الأدبية التي تمنح لمثقفين من أدباء وكتاب، حيث تكثر الكواليس وحركات المحاباة والمعاداة، أينما ظهرت بادرة تأخذ للطريق الذي تراه مناسبا لها، في الحقيقة ثقافة الجوائز الأدبية لم تكن موجودة إلى زمن قريب، إلا ما تعلق منها بتلك التي تمنحها بعض الوزارات ذات العلاقة الوطيدة بالثقافة، كأن تخصص محورا من محاور المسابقة لبعض القصائد الشعرية أو الأعمال القصصية، لكن كأن تخصص الهيئات ذات الصلة بالثقافة جوائزا للفائزين ببعض الأجناس في الرواية أو في الفنون الأخرى، فهذا ما لم نألفه في مشهدنا الثقافي منذ زمن، أتحدث هنا عن جوائز دائمة ومتواصلة لا تزول بذهاب أصحابها من مناصبهم أو تختفي بحجج أخرى، كمصادر التمويل أو ضيق المورد المالي، بل أتحدث عن جوائز لها تاريخها وقانونها في سياق المسابقات الذي تعتمده، لكنها اختفت من الوجود نهائيا .
شقت بعض الجوائز طريقا نحو التخصص والتميز والبعد المحلي والإقليمي، لكن عرف بعضها أيضا بعض الإشكالات القانونية والتنظيمية، فعلى سبيل المثال جائزة مالك حداد للرواية التي أسستها الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي لم تصمد إلا في طبعة واحدة واختفت بعدما تخلت عنها صاحبتها لأسباب، يقال أنها تتعلق بالتزامات أدبية، نفس الجائزة التي أسسها الشاعر عياش يحياوي المقيم بالإمارات «لقبش» هي الأخرى اعتقد أنها تشق طريقها في المشهد، رغم بعض التعاليق التي صاحبت النتائج في طبعتها الأولى وتسببت في الكثير من النقد واللوم على لجنة التحكيم التي لم تكن منصفة لبعض الأعمال الشعرية، ولا أتحدث هنا عن جائزة مفدي زكريا المغاربية التي تنظمها جمعية الجاحظية التي بعد وفاة صاحبها الروائي الطاهر وطار تقلص حجمها وتقهقر رصيدها، لست أدري هل هي النصوص أم اللغة أم الكتاب هم من يمنح لهذه الجوائز سر البقاء والنفس الطويل .
أما جائزة رئيس الجمهورية للشعر علي معاشي فهي تشق دربها نحو التميز بحكم أن وزارة الثقافة هي التي تسهر على تنظيمها، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية إلا أنها في غالب الأحيان وعبر الطبعات السابقة لم تكن في حجم تطلعات الجمهور الذواق للشعر والأدب وبالتالي يجب أن تجد لها الدعاية واستقطاب الجمهور المتعطش بأكبر قدر ممكن .
إلى هنا يمكن القول بأن الحركة الثقافية بالجزائر في حاجة ماسة إلى تأسيس جائزة نوعية في الأدب تحمل اسم رائد من رواد الحركة الثقافية الجزائرية وتكون بمساهمة مؤسسات اقتصادية وقطاعات أخرى قصد المساهمة ومنحها الحجم الذي يليق بوطن حمله أدباء وكتّاب ساهموا في صنع مشهده ونهضته الثقافية واستقلاله وتميزه، والقائمة لا يتسع المكان لذكرها، لكنها حافز لخلق هذه التقاليد وترسيخها ميدانيا .
لمن تقرع الجوائز الأدبية طبولهـا؟
نور الدين لعراجي
14
ماي
2015
شوهد:497 مرة