سلامة الوطن خط أحمر

حرب على المخدرات تشنها وحدات الجيش الوطني الشعبي، ومختلف الأسلاك الأمنية، عبر الحدود الغربية والشرقية، وعلى طول الساحل الإفريقي، أين تكثر عمليات التهريب بشتى أنواعها، كتهريب المخدرات والأسلحة والبشر، ما يلاحظ منذ أكثر من ستة أشهر، تواصل عمليات المراقبة الأرضية والجوية ومحاصرة  جماعات التهريب التي تتخذ من الجهة الغربية مصدرها من تجارة المخدرات نحو الصحراء خاصة عبر حدودنا مع ليبيا لتهرب إلى مصر ومنها إلى دول، نظرا للوضع المتدهور في ليبيا الذي يسهل تمرير هذه العمليات، التي تغذيها عصابات التهريب في المنطقة، فالبرغم من الكميات التي يتم اكتشافها وتوقيفها وإلقاء القبض على أصحابها، إلا أن مسلسل هذا التهريب لم يتوقف وكأن العملية مقصودة في ضخ هذه القناطير المقنطرة من الكيف وأنواعه نحو الجزائر يوميا بشكل متواصل ومستمر، ليلا ونهارا، ضمن عمليات سرية وأخرى جهارا، إلا أن حنكة وحدات حرس الحدود وأفراد الجيش وفرق الجمارك، تواصل بكل هوادة توقيف بارونات التهريب يوميا، لا يمر يوم إلا ونقف على حجز كميات تعد بالقناطير محملة على شاحنات وعربات مموهة، لا يتسع المكان لذكرها أو تعدادها، فهي تعبر الوطن من غربه إلى وسطه ثم شرقه وجنوبه، وأمام الفطنة والتحكم في تتبع أثار هذه العصابات قصر من عمرها بين المطاردة والحواجز الثابتة والمتحركة، حتى وإن غيّرت هذه العصابات من أساليبها الشيطانية في كل مرة، سواء ما تعلق بوسائل الاتصال التي تستعملها أو تلك الرموز والشفرات التي تتخذها لتضليل الجهات الأمنية والإفلات من الرقابة وتمويه عمليات المتابعة والترصد، يجعلنا أمام حتمية التنظيم الذي تخضع له هذه الأخيرة وتمكنها من التكنولوجيا والطرق الحديثة لتضليل ممارساتها، وانخراطها في الجريمة المنظمة على المستوى الإقليمي والدولي، فلا مجال يدعو للشك بأن الأجهزة الأمنية هي أيضا لها وسائلها في توظيف واستقاء المعلومات التي تراها ضرورية وتنفيذها عند الحاجة، وما النتائج التي تحققها يوميا إلا دليل على هذه الاحترافية في التعامل مع هذه العصابات، وكبح جماحها والحد من نشاطاتها غير المشروعة.
ستبقى التبريرات التي تطلقها بعض الأبواق النشاز، المستاءة من التضييق المفروض على حدودنا بدافع حرية تنقل الأشخاص هي دعوات خارج السرب، لأن أمن الوطن وسلامة المواطن خط أحمر.