قال رئيس زيمبابوي، والاتحاد الإفريقي حاليا، روبرت موغابي (91 سنة)، في القمة الآسيوية -الإفريقية الأخيرة بأندونيسيا، أن القارتين «لا يجب أن يتوقف دورهما على تصدير الموارد الأولية واستيراد سلع ومنتجات جاهزة».
المؤكد أن موغابي، لا يقصد بهذه الجملة الدول الآسيوية، لأنها لا تنطبق عليها، فأغلبها يحتل مكانة رائدة عالميا من الناحية الاقتصادية، فالمقصود إذاً هي دول القارة الإفريقية التي تستورد كل شيء وأي شيء من الخارج.
لقد عانت آسيا من الاستعمار، ومن بلدانها ما دمرته الحرب العالمية الثانية عن آخره، لكنها استعادت الوقوف مجددا واستطاعت النهوض باقتصادها وواقعها المعيشي بالاعتماد على سواعد مواطنيها.
وعانت إفريقيا من الاستعمار لعقود، وعرفت أبشع أنوع القتل والتنكيل والسلب والنهب لثرواتها، ومازالت إلى اليوم بالصحراء الغربية المحتلة، ولكنها لم تستطع مسايرة آسيا اقتصاديا، وقبعت في أولى مراتب الفقر والمجاعة والأزمات.
كانت نخوة الاستقلال والتشبث بقيم الحرية سمة مشتركة بين القارتين، وعملا معا منذ مؤتمر باندونغ 1955، على النضال من أجل كرامة الشعوب وحقها في العيش الكريم، وقد نجحت آسيا في عديد الأهداف، حيث فشلت إفريقيا، فقد ارتبط اسمها بالأزمات والانقلابات وانعدام التنمية رغم ما تملكه من مقومات وموارد هائلة.
تملك البلدان الإفريقية، اليوم، نظرة واستراتيجية مستقبلية لتنمية اقتصادها والنهوض بواقعها المعيشي، على مدار 50 سنة، ولتحقق ذلك عليها الالتفات يمينا إلى آسيا لأخذ العبرة وليس إلى الشمال موطن المستعمِر القديم.
العبرة من آسيا
حمزة محصول
26
أفريل
2015
شوهد:487 مرة