الوضعية الفريدة من نوعها للرابطة المحترفة الأولى لهذا الموسم حيّرت كل التقنيين
والمتتبّعين، بالنظر إلى فارق النقاط الضئيل بين الفرق التي تلعب على اللقب والتي تصارع من أجل تفادي السقوط، حيث أنّ هذا الأمر جعل نتيجة المباراة هي الأهم مقارنة بالأشياء الأخرى التي نعرفها عن كرة القدم، وفي مقدمتها اللعب الجميل والرّسم التّكتيكي.
فكل التّحاليل والتّعاليق تصبّ في محور واحد، وهو النتيجة الرقمية للمقابلات التي تعني كل شيء أمام النقاط الأخرى، ممّا ينقص من ثراء المنافسة وعدم قدرة المواهب على إظهار امكانياتها في ظل هذا المحيط الذي يسير في رواق النتائج الآنية.
وبالتالي، فإنّ بداية من هذه الجولة ضبطت الرابطة الوطنية المحترفة توقيت المقابلات التي تنطلق على الساعة الخامسة، وذلك إلى غاية نهاية الموسم من أجل إعطاء الأندية نفس الحظوظ فيما تبقى من المنافسة وتجنّب «الحسابات” التي قد تؤثّر على نتائج المقابلات.
وفي هذا المقام، يمكن القول أنّ الموسم الحالي عرف تسييرا محترما للرزنامة الذي أراح تقريبا كل الفرق التي لم تشتك من البرنامج المكثف، بما في ذلك الأندية التي تمثّلنا في المنافسات القارية، الأمر الذي يعطي نقطة إضافية في مسار بناء الاحتراف من الناحية التّنظيمية، في حين يبقى الجانب التقني يعاني من تركيز الفاعلين لدى الأندية على النتيجة الرقمية وفقط، ولا تعطى الفرصة للمدرّبين للعمل في ظروف مريحةومنطقية.
والبحث عن النتائج الآنية نتج عنه التغييرات العديدة للتّقنيين، أين حطّمت بعض الفرق أرقاما قياسية كبيرة، وقد لا تصل إلى الأهداف التي وضعتها من خلال هذه الرؤية لأن العمل المنهجي طويل المدى هو الذي يقدّم الفائدة المنتظرة من قبل اللاعبين، المسيرين والأنصار.
فلا بد أن نبتعد من ضغط النّتائج الآنية، لنرى كرة القدم الحقيقية التي تعطي الفرصة للموهبة واللوحات الفنية والأهداف التي “تصنع” من لقطات جماعية، في ظل عمل منهجي ومحيط مناسب.
التّركيز على النّتائج الآنية...؟
حامد حمور
23
أفريل
2015
شوهد:572 مرة