نحو صحراء برمائية

تستقطب شعبة تربية المائيات اهتمام الوصاية باعتبارها ثروة يجب تثمينها، وتخصيصها بموجب الاهتمام والرعاية والاستغلال الأمثل، ما تعكف عليه وزارة الصيد البحري من تطوير الآليات وتمكين الشباب من الانخراط في هذه الشعبة لهو اهتمام جدير بالتشجيع لضمان ديمومته، إذا كانت الجزائر تملك هذه الثروة السمكية في المياه المالحة فلماذا تكون التجربة في المياه العذبة تحظى بنفس الاهتمام، نظرا للمحاولات التي خاضها بعض الخواص وأثبتت نجاعتها، انطلاقا من أن الثروة السمكية لا تكلف الكثير من المال أو الجهد وكذلك الوقت الذي له أهمية قصوى في هذا الاتجاه، فهي غير مكلفة مقارنة مع الثروة الحيوانية الأخرى التي تتطلب الكثير من المتطلبات.
التجربة التي أثبتت نجاجها في الصحراء من خلال الإنتاج الوفير شجعت الجهات الوصية على دعم هذه الشعبة بكل الوسائل الضرورية لتحقيق الوفرة السمكية في الصحراء، مع تمكين هذا النمودج من التكاثر والزيادة لتشجيع المؤسسات الخاصة، بذلك نكون قد ضمنا مواصلة هذه العملية وتوسيعها على نطاق أكبر من الذي هي عليه الآن. الطبيعة الصحراوية هي مناخ مؤهل وملائم لتكاثر أنواع بعض الأصناف كالسلمون والشبوط والبلطي، ولم لا الجمبري الذي يكثر الاهتمام باستزراعه، مما يوفر مصادر الدخل للمنطقة وتوفير البروتين الحيواني للسكان ورفع الإنتاج.
تسعى الكثير من المحاولات في صحرائنا سواء في بشار أو ورڤلة، أدرار، تمنراست أو غيرها من المناطق الصحراوية  للاستحواذ على هذه الشعبة من خلال الأحواض التي تم إنجازها والتي هي في أغلبها مساحات خاصة للسقي الفلاحي.
وأمام هذه العمليات الناجحة ارتأت الجريدة من خلال ورشة «الشعب» تسليط الضوء على هذه الشعبة المهمة في ميدان المائيات من خلال الأسئلة التي طرحناها على ذوي الاختصاص ومهنيين، سواء في القطاعي العام أو الخاص، ناهيك عن الفائدة التي توفرها هذه الشعبة في التوازن الايكولوجي والاستهلاك وتوفير مناصب الشغل وتحقيق الثروة الدائمة بأقل تكلفة وفي آجال قصيرة.