المتوسّط..التراجيديا متواصلة

أمين بلعمري
20 أفريل 2015

عرف البحر الأبيض المتوسط مأساة أخرى ضحاياها هذه المرة وككل مرة المئات من المهاجرين الذين ينعتونهم بغير الشّرعيين، أولئك الفارين من الموت على اليابسة بسبب الاضطرابات والحروب ليجدوه بانتظارهم في غياهب البحار.
إنّ هذه الظّاهرة المتفاقمة تستدعي أولا وقبل كل شيء تحديد المسؤول عن هذه المصيبة التي تلتهم الآلاف من الشباب كل سنة، شباب ينتهي بأغلبهم المطاف طعاما للأسماك والحيتان في عرض المتوسّط، والقلة المحظوظة منهم يلقى عليها القبض بتهمة الهجرة غير الشّرعية، فيما لم يترك لهم إلا هذا المنفذ بعد أن تحوّلت بلدانهم إلى جحيم بسبب “ربيع” الفوضى
والدّمار الذي جعلها من أكبر الدول المصدّرة لقوافل الموت إلى سواحل أوروبا التي توصد في وجوههم أبواب حصونها، متناسية أنّ لديها قسط من المسؤولية فيما آلت إليه الأوضاع بينما كانت تتبجّح في أوّج أحداث الرّبيع العربي عن مرافقة شعوبه في حلم التّحول الديمقراطي بينما استفاقت تلك الشّعوب على كوابيس الفوضى والإرهاب.
حان الوقت للكفّ عن تسييس معضلة الهجرة الشّرعية، وذرف دموع التّماسيح على ضحاياها دون اتّخاذ أيّة تدابير ناجعة للقضاء على الظّاهرة من خلال العمل على إعادة السّلم والاستقرار إلى ليبيا وسوريا والعراق، وكل بؤر التوتر الأخرى التي أصبحت تهدّد السّلم والأمن الدوليين.
وليس أمن أوروبا وحدها التي تعطي الدّروس في الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، في حين تحرم في الوقت نفسه الآخرين من حق مقدّس وهو حق التنقل بكل حرية، وهي تغلق كل القنوات القانونية والمشروعة لدخول الأراضي الأوروبية، وهذا من أكبر العوامل التي ساهمت في انتعاش وانتشار ما يطلق عليه الهجرة غير الشّرعية.
والسّؤال الذي يفرض نفسه في الأخير هل الإجراءات التي تفرضها أوروبا أمام الهجرة  بين ضفّتي المتوسّط شرعية وقانونية؟!

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024