ابتلعت السواحل الليبية حوالي 700 مهاجر غير شرعي، كانوا على متن سفينة متجهين صوب إطاليا، حسب ما أفاد به بيان لمفوضية اللاجئين الأممية، أول أمس الأحد، لتستمر بذلك النهايات المأساوية للأفارقة الحالمين ببلوغ أوروبا.
رئيس الوزراء الايطالي، ماثيو رينزي، علّق على الحادثة من البيت الأبيض بالقول أن المتوسط بحر وليس مقبرة، واعتبر أن القضاء على الهجرة غير الشرعية، يكون باستعادة السلم والاستقرار في ليبيا، معلنا أن بلاده استقبلت 11 ألف مهاجر غير شرعي في ظرف 6 أيام.
رينزي، ربط إذا، بين تدفق الأفارقة على جزيرة سردينا، والحالة الأمنية المتدهورة بالجارة ليبيا، التي تحولت إلى معبر رئيسي للمهاجرين غير الشرعيين الوافدين من عدة دول إفريقية، يقطعون آلاف الكيلومترات والمسالك الوعرة، لينتهي بهم الأمر، طعاما للحيتان، أو في مخيمات الاستعجالات قبل إعادة ترحيلهم.
ولاشك أن استعادة ليبيا، توازنها، بتشكيل حكومة وحدة وطنية، يعقبها إعادة بناء باقي المؤسسات الدستورية والسياسية والأمنية والاقتصادية، سيمكنها من إدارة كافة شؤونها بنفسها، والتصدي لمختلف الآفات كالإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية بالتعاون مع دول الجوار.
ولا يعد هذا طموحا للدولة الليبية وحدها، بل تشاركها فيه عديد الدول المؤمنة بالحل السلمي للأزمة الحالية، وتبذل مساعي حميدة لإنهاء الخلاف والعداوة بين الفرقاء الليبيين، باعتبار ذلك الطريق الأنسب لوضع حد للاقتتال الداخلي، وتطويق الانعكاسات الخطيرة على الخارج، وعلى رأسها انتقال الأسلحة والهجرة غير الشرعية، التي أدت إلى هلاك آلاف الأشخاص.
ومثل الجزائر، لا تؤمن إيطاليا، بغير الحل السلمي في ليبيا، وهو ما أكده رينزي أمام أوباما، معتبرا أن ضربات جوية لن تغير الواقع على الأرض، وعودة الاستقرار لن يأتي إلا بالطرق السلمية، ضاربا المثل بتونس، حيث أدى نجاح الانتقال الديمقراطي إلى شد الخناق على قوارب الموت.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.