كلمة العدد

من النّقاش ينبجس الضّوء..

بقلم: أسامة إفراح
18 أفريل 2015

تعوّدنا، حين تحضيرنا للملف الثقافي الأسبوعي، تعمد تنويع الأسئلة والإشكاليات، وتوزيعها على العناصر الصّحفية المشاركة في العدد، حرصا منّا على تنويع المادة الصحفية، والإلمام بأغلب الزوايا المتعلقة بهذه القضية الثقافية أو تلك.
ولكن، على غير العادة، ارتأينا هذه المرة، ونحن نناقش جدوى التظاهرات الثقافية الكبرى، والشّروط الواجب توفرها لنجاح هذه التظاهرات، أن نطرح سؤالا واحدا على جميع المساهمين، ربما لثقتنا بأن تصورهم لشروط النجاح يختلف اختلاف مدارسهم ومشاربهم وأفكارهم، وحتى مجال تخصّصهم.
لقد كان الأمر كذلك، ووجدنا أنفسنا أمام أفكار واقتراحات لا يشبه الواحد منها الآخر: هناك من يرى سبل النجاح في الاستمرارية، وهناك من يراها أكثر في التسيير والتنظيم المحكمين، وآخر يلخّصها في أهداف التظاهرة، وهي التركيز على الإنسان، في نظرة تجزيئية تفكيكية (مستوى الميكرو)، وأخرى تراها على مستوى كلي (ماكرو) على مستوى الدولة والمجتمع، وذات فائدة أعمّ وأشمل، ومنهم من نظر إلى التظاهرات الكبرى من منطلق جغرافية النشاط، مؤكدا على اللامركزية، فيما نظر آخر نظرة جوارية أكثر.
وفيما رأى البعض أنّ النّشاطات يجب أن تبرمج من منطلق الجمهور وذوقه وخياراته، رأى البعض الآخر أن المنطلق الحقيقي هو الفنان، وأن الجمهور عليه أن يتابع أعمال هذا الأخير ويتعلم كيف يتذوقها.
الجميل في هذه الطروحات المختلفة، أمران اثنان: الأول هي أن هذه الأفكار كلها نافعة ومفيدة، ولكن يجب وضعها في إطار منظم وممنهج. والثاني هو أنّ قوة هذه الأفكار في اختلافها، وأنّ النقاش البنّاء وحده هو ما يمكننا من الاستفادة من هذه القوة، والخروج بهذه الأفكار إلى النور، وقد نكون مجانبين للصواب إذا حددنا النقاش والحوار بتوقيت محدد، فهو نافع قبل وأثناء وبعد كل تظاهرة أو حدث، لذا فليكن النّقاش والتّحاور منهجنا، فالشّورى مفتاح النّجاح، ومن النّقاش ينبجس الضّوء.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024