تحدث تقارير إعلامية كينية، بعد المجزرة الوحشية التي ارتكبها تنظيم الشباب الإرهابي، بجامعة غاريسا، عن تفكير السلطات جديا في بناء جدار عازل بينها وبين الصومال لمنع تسلل الإرهابيين إليها.
لقد عانت كينيا من الإرهاب الوافد من الصومال كثيرا، وفقدت مئات المواطنين وضحايا أجانب جراء الهجمات الانتحارية التي نفذتها جماعة الشباب الناشطة بالصومال. ورغم الإجراءت الأمنية المشددة التي حاولت تطبيقها، لازال الإرهاب يقتل وانعكاساته الاقتصادية تتضاعف على البلاد في ظل غلاء المعيشة وتراجع مردودية القطاع الساحي.
الجدار الذي يحتمل تشييده على مسافة 700 كلم، على الحدود مع الصومال، قد يكون حلاّ، لكنه لن يقضي أبدا على تسلل الإرهابيين، فالتطرف لا يلج كينيا عبر الحدود ولا بسبب الأوضاع في الصومال، ولكن عبر القنوات الدعائية التي تروّج لإيديولوجية القتل، دون مراعاة الجنس أو العرق أو الدين، ومنح أدنى اعتبار للحدود الجغرافية.
إن التدفق الهائل للأفكار المتطرفة وتغلغلها في عقول شباب هش من ناحية التكوين وفقير من ناحية المال والشغل، يفوق بكثير خطورة الأعمال الوحشية التي ترتكب في مختلف أصقاع العالم تحت ذرائع لا حجة لها غير استباحة دم الأبرياء والعزل، والانخراط في مخططات تحاك لتحقيق مآرب ومقاصد لجهات دولية معنية تضع المصالح فوق الاعتبارات الإنسانية.
كينيا لن تتخلص من الإرهاب بجدار، ولن تقضي باقي البلدان على الظاهرة بالوسائل الأمنية ورفع ميزانية التسليح وحشد الجنود والقوات، لأن نشأة الإرهاب كان من فكر خاطئ وتخطيط دنيئ، ولن تكون محاربته إلا بتعاون الجميع عبر النقاش ووضع حلول شاملة تضع حدّا لانتشار التطرف والتحريض على القتل والعبث بأمن الدول، ومادون ذلك فلن يغيّر من الواقع.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.