ناضل العديد من الفنانين الجزائريين لأجل النهوض بالفن الرابع في الجزائر، فظهرت أسماء سجلت حضورها بأحرف من ذهب، لترتقي بأبي الفنون إلى مصاف الدول العالمية، علولة، مجوبي، بشطارزي، التوري، رويشد، سيراط، كلثوم.. وشخصيات أخرى لعبت دورا فعّالا في هذا الميدان الذي لم يعتمد فقط على الكوميديا، وإنما أيضا حمل بين طياته رسائل هادفة، اهتمت بقضايا هذا الوطن وشعبه.
المسرح الجزائري في بداية ظهوره تأثر رواده بالمدارس الغربية، فظهر فنانون أرادوا أن يكون للفن الرابع هويته وانتمائه، حيث أعطوا دفعا قويا للحركة المسرحية جزائرية، وعلى رأسهم شهيد المسرح عبد القادر علولة، الذي طور ما يعرف بالحلقة، إلى درجة أن رواد المسرح نهلوا من أفكاره، ودرّست أعماله في الجامعات الأمريكية.
علولة جعل من “القوال” الشخصية الرئيسة في جل أعماله الفنية، حيث وظف تراثنا الشعبي، ونقله إلى الركح من باب المحافظة عليه، والتعريف بتراث الجزائر الزاخر، قدم على الخشبة ثلاثيته الشهيرة “الأقوال”، “الأجواد” و«اللثام”.. فصنع الفرجة، وكان مسعاه أن يكون للمسرح الجزائري خصوصيته.
هو مشروع مسرحي للراحل عبد القادر علولة، الذي أراد أن يسلمه للأجيال القادمة، لكنه لم يكتمل، حين لم يوضع بين أياد أمينة، هذا الجيل الجديد لم يتمكن من المحافظة على التأسيس لمسرح جزائري له هويته، فانغمس في التقليد والاقتباس.
الركح الجزائري اليوم بحاجة إلى رجال أمثال عبد القادر علولة وولد عبد الرحمن كاكي، بحاجة إلى استفاقة لاسترجاع تراث هو في طريقه إلى الزوال نهائيا، بالرغم من أن مسرح “الحلقة” عرف نجاحا وإقبالا من قبل جمهور الفن الرابع، الذي بات متعطشا للأعمال التي ترقى إلى مستوى تطلعاته الفنية.
كلمة العدد
تراث يندثر
هدى بوعطيح
11
أفريل
2015
شوهد:588 مرة