فسيفساء التنوع الثقافي

يستعد المشهد الثقافي الجزائري إلى احتضان العديد من التظاهرات الثقافية المتنوعة، سواء المتعلقة بالمسرح من خلال ما تعيشه المسارح الوطنية والجهوية، أو ما تعلق بالكتاب الذي سوف تحتضنه قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، مع استعداد دور النشر العربية إلى شن الرحيل نحوها في حدث يعتبر الأول من نوعه، تحتضنه الجزائر لأول مرة منذ الاستقلال، يكون التنوع فيه لإنجازات ومعارض، بيع بالإهداء، ندوات، محاضرات وغيرها من النشاطات المقترحة في هذه الفعاليات، سوف يكون لها الصدى المشهود من القراءة والمقروئية، دون أن ننسى السينما والفيلم وما سوف تعيشه وهران استعدادا لاحتضان مهرجان الفيلم العربي، الذي يعود هذه المرة بعد غياب في طبعتين متتاليتين .
إلى جانب هذا المشاهد الثقافية، تحتضن بعض ولايات الوطن نشاطات متنوعة سنوية كالملتقيات التي تعكف على إحياءها فروع اتحاد الكتاب بكل من سوق أهراس وسكيكدة وقالمة وبسكرة  والجلفة والوادي وغيرها من النشاطات المختلفة التي تكون هنا وهناك، فالمتتبع للمشهد الثقافي الجزائري يتفاءل خيرا بهذا التفاعل المتنوع عبر ربوع الوطن، إلى جانب ما تقوم به الجامعات من منتديات فكرية واجتماعية، الهدف منها خلق متنفس جديد من الأفكار والآراء والحلول لبعض الإشكاليات العالقة حول نظريات المفكرين أو المدارس الأدبية والفلسفية كما هو الشأن في ملتقيات عرفتها بعض المراكز الجامعية .
التنوع هو ظاهرة صحية لكل النشاطات الثقافية سواء أكانت تلك التي تقدمها المؤسسات الرسمية، أو التي تنشطها النوادي والجمعيات، إلى هنا يمكن القول بأن كل هذه التفاعلات الثقافية هي إضافة للمشهد الثقافي برمته، سواء كان عامل النقد فيها ضئيلا ومحدودا، أو أنه لم يأخذ حقه من توظيف أساليبه النقدية لتشريح الرؤى والصور المختلفة، فهذا شأن أخر يجب الحديث عنه باعطاءه جانب الأهمية والاهتمام، النقد هو مسألة جوهرية لكل عملية تفاعل يشهدها الفضاء الثقافي سواء عن طريق القراءات الأولية للمدلول أو من خلال توظيف الآليات .
خلال هذه المرحلة يمكننا القول بأن عملية البناء النقدي لا تختلف عن العملية الإبداعية في حد ذاتها، بل هي عملية توافقية انطلاقا من الأثر الذي يتركه التفاعل مع الحدث.