في ربيع لروحهما..

نورالدين لعراجي
28 مارس 2015

استحضر “منتدى الشعب” المحتفي باليوم العالمي للمسرح، هرمين من أعمدة الخشبة، ممن قدموا للركح الجزائري الكثير من العروض الفنية والإبداع والعطاء والخلق والتجاوز، وكانت الصدفة التي رسمت شكل المنتدى أنها جاءت متزامنة مع ذكرى رحيل عميدي المسرح الجزائري عبد القادر علولة وعز الدين مجوبي.
قادهما القدر إلى الخشبة ليسعدا الجمهور المتعطش للعروض المسرحية، من خلالها قدما وعالجا كل ما من شأنه أن يرفع الغبن عن المواطن بلمسة فنية تدخل المتعة والبهجة على قلوب الملايين من البشر، تتجاوب مع تلك النوايا المكنونة في ذواتهم.
جريدة “الشعب” وهي تقدم  هذين الهرمين لا تنسى أبدا أن هذه الأرض التي أنجبت علولة ومجوبي قد أنجبت قبلهما كاتب ياسين ومحي الدين بشطارزي وبن قطاف وصونيا والعربي كزال ومولود فرعون واسياخم وصابونجي والحراشي وقروابي والعنقي والعنقيس وحسن الحسني وعزيز جمال.. وأنجبت الكثير من الأسماء الفنية في مختلف الفنون والطبوع الأخرى من المسرح إلى السينما إلى الريشة إلى الرواية والفن التشكيلي.. القائمة كثيرة والأعمال مازالت خالدة تتجول إبداعاتها عبر الأروقة والمسارح والعروض.
لاغرو في ذلك، لأن أرض الجزائر كانت معطاءة منذ القديم، مع التاريخ ساهم أبناؤها في تشكيل تلك الصورة الجميلة بمساهماتهم الأدبية والفنية، قصد خلق فضاء ثقافي تتداخل فيه فسيفساء جمالية خالدة، خلود أرواحهما التي تحوم وتحلق هذا الفضاء.
من منا لا يتذكر “البابور غرق” أو “العيطة”، أو “حافلة تسير”، تلك الأعمال التي قام بإخراجها مجوبي أو التي كان متقمصا أحد أدوارها، ومن منا لا يتذكر المخرج والمسرحي عبد القادر علولة عبر الحلقة أو القوال أو المداح وغيرها من الأعمال التي خلدته وجعلته حاضرا في الأذهان والجامعات والمسارح.
«الشعب” وهي تستحضر هذا الفضاء رفقة جمعية “أضواء” السينمائية إنما لنفض الغبار عن هذا العطاء الفني، الذي كان منبعا أصيلا تشرب منه كل الأنفس المتعطشة والمحبة للخشبة والمسرح.
هما رحلا غدرا أحدهما من الباب الخلفي للمسرح ولم يمض عن تعيينه سوى أسبوع بمسرح محي الدين بشطارزي، أما الأخر أمام مسرح وهران وكأن القدر أراد لهما أن يدفعا أرواحهما ثمنا لهذه المهنة التي لم تمنحهم الخبز الكافي، لكنها منحتهم حب الجماهير ودعوات المحبين.
فطوبى لكما بالخلود أيها المسرحيين الشهيدين، ستعود أزهار ربيعكما مع ربيع هذه الوقفة الخالدة، فهل يضمن الآخرون حياتهم بكتم أصواتكم ؟؟؟

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024