ينظر جلّ المراقبين السياسيين إلى القمة العربية الـ 26 المرتقب التئامها في القاهرة بداية الأسبوع القادم، على أنّها واحدة من أهم القمم العربية بالنظر إلى الظروف التي تعقد فيها والآمال المعلّقة عليها، وأيضا لمصادفتها الذكرى الـ 70 لإنشاء الجامعة العربية.
إنّ القمّة التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ نهاية الشهر، تحت شعار “سبعون عاما من العمل المشترك”، تكتسي أهمية خاصة كونها تعقد في وقت استثنائي، حيث يواجه العالم العربي شرقا وغربا مخاطر وتحديات غير مسبوقة، وتعيش بعض دوله فصولا دمويّة مروّعة بعد أن سقطت في فخّ الاحتراب الداخلي، في حين أصبحت أخرى تئنّ تحت وطأة الارهاب، الذي أخد يخترق الحدود ويمتد على طول مساحة الوطن العربي.
ملفات ساخنة عديدة ستكون حاضرة على طاولة الزّعامات العربية بمصر، بداية بالأزمات الدموية التي تعصف بسوريا، العراق، اليمن، ليبيا ومصر وتنامي ظاهرة الارهاب التي استفحلت بشكل رهيب، فلم تعد أيّة دولة عربية بمنأى عن ضربات وتهديدات تنظيماته الدموية.
ولن تكتفي القمة القادمة ببحث الوضع الأمني العربي المنهار وتداعياته الانسانية الخطيرة، بل ستبحث أيضا مسألة العمل العربي المشترك والاصلاح الاقتصادي في البلدان العربية، فتحسين وتطوير الاقتصاد لا ينفصل مطلقا عن مكافحة الارهاب، بل على العكس، إذ لتردّي الأوضاع الاقتصادية دور كبير في تنامي الارهاب الذي بات يؤرق ويهدّد الجميع.
في الواقع إنّ التحديات الأمنية، السياسية، الاجتماعية والاقتصادية التي تعترض الوطن العربي من شرقه إلى غربه أكبر من أن تحتويها قمة، وحلّ الأزمات التي تعصف بدوله الملتهبة لا يمكن أن يتمّ في اجتماع يدوم يومين وإن كان على مستوى القيادات، ويبقى الحل بأيدي الأبناء الضالين الذين استحلوا سياسة جلد الذات، ليعودوا إلى رشدهم ويوقّفوا سفك الدماء، ويسمحوا بمداواة الجراح التي تتعمّد أطراف خارجية رشّها بالملح لمزيد من الوجع والمعاناة .
كلمـة العـدد
قمّة التحديّات
فضيلة دفوس
23
مارس
2015
شوهد:461 مرة